في ظل التوتر المتصاعد في العلاقات بين واشنطن وبريتوريا، تتجه جنوب أفريقيا إلى توسيع دائرة شراكاتها الاقتصادية والبحث عن أسواق جديدة، في خطوة تعكس تحولاً واضحاً نحو تنويع العلاقات التجارية وتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة.
وبحسب تقارير دولية، فإن الحكومة الجنوب أفريقية باتت «عازمة على انتهاج دبلوماسية اقتصادية أكثر استقلالية»، تركّز على تعزيز التعاون مع دول آسيا وأوروبا، وعلى رأسها الصين التي تُعد الشريك التجاري الأكبر لبريتوريا منذ أكثر من عقد.
وتأتي هذه التحركات في الوقت الذي تواجه فيه العلاقات الأمريكية–الجنوب أفريقية تحديات سياسية واقتصادية، دفعت بريتوريا إلى إعادة تقييم مواقفها الاستراتيجية، والبحث عن بدائل تحقق لها نمواً اقتصادياً واستقراراً تجارياً على المدى الطويل.
ويؤكد محللون أن تعزيز التعاون مع الصين يمنح جنوب أفريقيا فرصاً أوسع في مجالات الطاقة والبنية التحتية والاستثمار الصناعي، إلى جانب توسيع صادرات المعادن والمواد الخام التي تُعد أساسية للاقتصاد الصيني.
كما تعمل بريتوريا على فتح قنوات جديدة مع دول أوروبية تبحث عن شركاء تجاريين خارج الإطار التقليدي، في محاولة لإعادة توزيع تحالفاتها بما يخدم مصالحها الوطنية ويمنحها هامشاً أكبر للمناورة سياسياً واقتصادياً.
وتشير التوقعات إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تحولاً تدريجياً في ميزان العلاقات التجارية في جنوب أفريقيا، مع اتساع حضور الصين وشركاء آخرين، ما يعكس توجهاً دولياً متصاعداً نحو عالم متعدد الأقطاب في العلاقات الاقتصادية والسياسية.
