الصين تتحدّى الولايات المتحدة وروسيا… وتروّج لمقاتلة J-35 في الشرق الأوسط

في خطوة تعكس طموحها المتزايد لتعزيز نفوذها العسكري في الشرق الأوسط، تعمل الصين على تسويق مقاتلتها الشبحية الجديدة J-35 كخيار منافس للمقاتلات الأمريكية والروسية، مستهدفة دولاً تبحث عن تسليم سريع، تكاليف أقل، وقيود سياسية أقل صرامة مقارنة بالأسلحة الغربية.

منافس جديد في سوق الطائرات الشبحية

المقاتلة J-35 المعروفة أيضاً باسم FC-31 تُصنَّف كطائرة قتالية من الجيل الخامس، ما يضعها في مواجهة مباشرة مع المقاتلة الأمريكية F-35 والروسية Su-57.
وتسعى بكين إلى تقديم نفسها كمورّد بديل لدول واجهت تأخيرات أو قيوداً سياسية في الحصول على تقنيات غربية متقدمة، خصوصاً في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية وتغيير أولويات التسليح الإقليمي.

عوامل جاذبية للشرق الأوسط

تشير تقديرات عسكرية إلى أن بعض دول المنطقة تبدي اهتماماً متزايداً بالمقاتلة الصينية لعدة أسباب:
• سرعة التسليم مقارنة بالبرنامج الأمريكي الذي يخضع لقيود الكونغرس ومراجعات متكررة.
• مرونة سياسية أكبر، إذ لا تفرض الصين عادة شروطاً مرتبطة بحقوق الإنسان أو السياسة الخارجية في صفقاتها الدفاعية.
• تكلفة تشغيل أقل واحتمالات نقل تقني جزئي، وهي عوامل شجّعت دولاً عديدة على شراء طائرات صينية مسيّرة أو أنظمة دفاع جوي خلال السنوات الماضية.

رسالة استراتيجية من بكين

تحاول الصين من خلال J-35 إثبات أنها أصبحت لاعباً رئيسياً في سوق الأسلحة المتقدمة، وهو مجال كانت تهيمن عليه الولايات المتحدة وروسيا لعقود.
ويرى محللون أن الترويج المكثّف للجيل الخامس من الطائرات الصينية في الشرق الأوسط يأتي في إطار سياسة أوسع لـ تعزيز النفوذ العسكري والتقني ضمن مبادرة “الحزام والطريق”، وفتح أسواق جديدة بعيداً عن آسيا.

قلق أمريكي… وسباق يشتد في المنطقة

محلّلون غربيون يرون أن توسّع الصين في مجال الطائرات الشبحية سيشكّل تحدياً مباشراً للمبيعات الأمريكية في منطقة تعد من أكبر أسواق السلاح في العالم.
كما قد يخلق ذلك تغييراً في موازين القوى الدفاعية، ويدفع واشنطن إلى تشديد ضوابطها أو تقديم عروض أكثر مرونة لحلفائها.

يبقى مدى نجاح الصين في فرض مقاتلتها J-35 مرهوناً بقدرتها على إثبات كفاءتها التشغيلية، وباستعداد دول الشرق الأوسط لتنويع مصادر تسليحها بعيداً عن الهيمنة الأمريكية.
لكن المؤكد أن دخول بكين على خط المنافسة بطائرة من الجيل الخامس يفتح فصلاً جديداً في سباق التسلّح العالمي، ويضيف طبقة جديدة من التعقيد إلى حسابات القوى الكبرى في المنطقة.

اقرأ أيضًا:

تصعيد أمريكي–فنزويلي: إغلاق المجال الجوي وتهديد بعمليات برية