شهدت مدينة جنين فجر الخميس حادثة أثارت غضبًا واسعًا، بعد أن قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي شابّين فلسطينيين برصاص مباشر، رغم ظهورهما في تسجيل مصوّر وهما يرفعان أيديهما مستسلمين قبل لحظات من إطلاق النار عليهما. وقد وثّقت كاميرات المراقبة الحادث بوضوح، ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى الإعلان عن فتح تحقيق رسمي في الواقعة.
ووفق تقرير نشرته وكالة رويترز، فإن الشابين كانا غير مسلحين وظهرا في الفيديو مستلقيين على الأرض بعد الاستسلام، قبل أن يقترب جنديّ ويطلق النار عليهما من مسافة قريبة. وقد أثار ذلك موجة تنديد واسعة، واعتبرته منظمات حقوقية “إعدامًا ميدانيًا مكتمل الأركان”.
تحقيق رسمي… وضغوط داخلية
أعلن الجيش الإسرائيلي بدء تحقيق جنائي في الحادثة لتحديد المسؤولين المباشرين عن إطلاق النار، وهي خطوة نادرة تأتي بعد انتشار الفيديو بشكل واسع داخل إسرائيل وخارجها.
ورغم التحقيق، خرج وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير بتصريحات حادة، مهاجمًا قرار فتح التحقيق. وقال إنه “يدعم الجنود بالكامل” وإنه “يرفض محاكمة مقاتلين يواجهون الإرهابيين”، في موقف اعتُبر محاولة لتسييس التحقيق والضغط لصالح الجنود المشتبه بهم.
زيارة مثيرة للجدل
وبحسب الصحافة العبرية، قام بن غفير بزيارة وحدة خاصة شاركت في العملية، والتقى بقادتها، وأكد لهم أن وزارته “لن تسمح بكسر معنويات الجنود”. ورأى محللون أن زيارته تهدف إلى حماية المتورطين وتقويض نتائج التحقيق قبل صدورها.
غضب فلسطيني ودعوات لتحقيق دولي
أدانت السلطة الفلسطينية وفصائل المقاومة ما جرى، مؤكدين أن الفيديو يثبت بأن العملية كانت إعدامًا مباشرًا خارج القانون، وطالبوا بتحقيق دولي مستقل لعدم ثقتهم بالآليات الإسرائيلية الداخلية.
كما حذّرت منظمات حقوقية من أن تصريحات بن غفير وزياراته الميدانية تشكل “تحريضًا علنيًا” و”غطاءً سياسيًا” للقتلة.
اقرأ ايضًا:
