في خضم التوتر المتزايد بين كاراكاس وواشنطن، كثّف الجيش الفنزويلي خلال الأسابيع الماضية حملة إعلامية واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي للترويج لـ استعداداته الدفاعية الشاملة تحسبًا لما تقول الحكومة إنه “احتمال هجوم أو استفزاز أميركي” مع تصاعد الخلافات مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
استعراض عسكري غير مسبوق… وعروض جوية فوق المدن الكبرى
وبحسب تحليل أجرته شبكة CNN لمقاطع رسمية وأخرى منشورة على منصات التواصل الاجتماعي منذ مطلع سبتمبر، فقد أظهرت فنزويلا استعراضًا واضحًا لقوتها العسكرية شمل:
• تحليق مقاتلات حربية على ارتفاعات منخفضة فوق العاصمة كاراكاس ومدن كبرى أخرى
• مناورات حية بالذخيرة الحية قرب السواحل الشمالية للبلاد
• نشر لقطات لعمليات تعبئة واسعة لوحدات الجيش والميليشيات الشعبية الموالية للحكومة
• تدريبات دفاع جوي وأخرى للقوات البحرية
وظهرت هذه المشاهد على حسابات الجيش الفنزويلي الرسمية، وتحديدًا على منصة X (تويتر سابقًا)، في رسالة واضحة تستهدف الرأي العام المحلي والخارجي.
محاولة لجذب الانتباه إلى القدرات العسكرية
ويقول محللون عسكريون إن هذه العروض قد تكون مبالغًا فيها مقارنة بحجم الإمكانات العسكرية الفعلية لفنزويلا، التي تعاني منذ سنوات من:
• عقوبات اقتصادية واسعة
• نقص في قطع الغيار للمعدات الروسية القديمة
• تراجع كفاءة العديد من الوحدات العسكرية
• ضعف القدرة على تحديث أسطول الطائرات والمركبات
ومع ذلك، يشير الخبراء إلى أن الهدف من هذه الخطوات هو جذب اهتمام دولي وإظهار أن الحكومة بقيادة الرئيس نيكولاس مادورو قادرة على الردع، ولو رمزيًا، في مواجهة الخطاب التصعيدي من واشنطن.
فنزويلا: “جاهزون لمواجهة أي تهديد”
أعلنت وزارة الدفاع الفنزويلية أن هذه التدريبات تأتي في إطار “الاستعداد المستمر لمواجهة أي تهديد خارجي”، متهمة إدارة ترامب باتباع “سياسات عدائية” تهدف إلى زعزعة استقرار البلاد ودعم المعارضة الفنزويلية.
وأكد مادورو في خطاب متلفز أن “الشعب والجيش متحدان”، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة “لن تستطيع إخضاع فنزويلا”.
تحذيرات من تصعيد خطير
في المقابل، يرى مراقبون أن استعراض القوة بهذا الشكل قد يزيد من احتمالات التصعيد، خاصة أن العلاقات بين البلدين وصلت إلى مستويات متوترة بالفعل، مع اتهامات متبادلة بالتجسس وتهريب السلاح ودعم جماعات متمردة.
ويؤكد خبراء أن فنزويلا تعتمد حاليًا على “رسائل دعائية قوية” أكثر من اعتمادها على قوة عسكرية حقيقية، لكنها تسعى من خلالها إلى:
• رفع الروح المعنوية الداخلية
• تعزيز صورة النظام أمام أنصاره
• إرسال إشارات إلى واشنطن بأن أي تحرك عسكري سيواجه برد فعل
CNN: تحليل رقمي يؤكد تصعيد الخطاب العسكري
وأشارت شبكة CNN إلى أنها قامت بتحليل:
• مقاطع فيديو رسمية من الجيش الفنزويلي
• فيديوهات نشرها مواطنون وتم التحقق منها جغرافيًا
• بيانات مفتوحة المصدر وصور أقمار صناعية
• تسجيلات تغطي تدريبات منذ أوائل سبتمبر
ويُظهر التحليل أن النظام الفنزويلي يسعى إلى تضخيم صورته العسكرية عبر حملة إعلامية مكثفة تهدف إلى التأثير على الرأي العام المحلي والخارجي، في وقت تواجه فيه البلاد أزمة اقتصادية وسياسية خانقة.
اقرأ أيضًا:
إطلاق نار قرب البيت الأبيض… إصابة عنصرين من الحرس الوطني واعتقال مشتبه به أفغاني
