اتخذت ألمانيا خطوة جديدة في مسار تعزيز قدراتها الدفاعية، مع إعلانها إعادة هيكلة نظام الخدمة العسكرية، تزامناً مع تصاعد المخاوف الأوروبية من احتمال توسّع التهديدات الروسية خلال السنوات المقبلة.
إصلاحات في التجنيد وخدمة الشباب :
بحسب صحيفة الغارديان، قررت الحكومة الألمانية عدم إعادة التجنيد الإلزامي بالكامل، لكنها اعتمدت آلية جديدة تقوم على إلزام جميع المواطنين عند بلوغ 18 عاماً بتعبئة استبيان يقيّم قابليتهم للانضمام إلى الخدمة العسكرية.
وتأتي هذه الخطوة كمرحلة أولى ضمن خطة تهدف لسدّ النقص في أعداد المتطوعين ودعم الجيش الألماني.
وفي السياق ذاته، ذكرت وكالة أسوشيتد برس أن وزير الدفاع الألماني أكد أن التجنيد الإلزامي قد يعود بشكل كامل مستقبلاً في حال لم ينجح النظام الجديد في توفير الأعداد المطلوبة لتعزيز القوات المسلحة.
تحذيرات عسكرية من سيناريو 2029 :
ونقلت صحيفة ذا صن عن جنرال ألماني بارز قوله إن روسيا قد تكون قادرة على شن هجوم كبير على أوروبا بحلول عام 2029، مشيراً إلى أن موسكو تعمل على حشد ما يقارب 3 ملايين جندي ضمن خطط إعادة بناء قوتها العسكرية.
ومع تزايد هذه المخاوف، أفادت صحيفة نيويورك بوست بأن برلين بدأت بالفعل إعادة تأهيل الملاجئ وأنظمة الحماية المدنية كجزء من الاستعدادات لأي طارئ أمني محتمل.
تحليل: ماذا يعني هذا التحول؟
• تغيير استراتيجي في العقيدة الأمنية الألمانية: الخطوات الجديدة تؤكد أن ألمانيا لم تعد تعتبر أوروبا “منطقة آمنة”، بل ساحة تتطلب استعداداً عسكرياً متكاملاً.
• 2029 ليس إعلان حرب: لكنه تاريخ يُستخدم كعامل ضغط سياسي وعسكري لتسريع خطط إعادة بناء الجيش الألماني.
• اتساع دائرة المشاركة الشعبية: الاستبيان الإلزامي يعيد ربط المجتمع الألماني بالمؤسسة العسكرية بعد غياب التجنيد الإجباري منذ 2011.
• رسالة ردع واضحة: إعادة تأهيل الملاجئ وبرامج التدريب تعكس أن برلين تستعد لأسوأ السيناريوهات، حتى وإن كانت احتمالات الحرب منخفضة.
تبعث الخطوات الألمانية برسالة واضحة لأوروبا: الأوضاع الأمنية تتغير بسرعة، والاستعداد أصبح ضرورة لا خياراً. وبينما لا توجد مؤشرات لحرب وشيكة، إلا أن برلين تتحرك اليوم لتجنّب أي مفاجآت قد تواجه القارة بحلول نهاية العقد.
اقرأ أيضًا:
الجيش الكولومبي يداهم طائفة يهودية متشددة ويُنقذ 17 طفلاً من ظروف “خطرة”
