شهدت منصة X (تويتر سابقاً) موجة متصاعدة من المحتوى المعادي للإسلام في الآونة الأخيرة. وقد تفاقم هذا الوضع بشكل خاص بعد طرح خاصية “إظهار الدولة” بجانب أسماء المستخدمين.
ساهمت هذه الخاصية في تسهيل تصنيف الحسابات، وبالتالي استهدافها وفقاً للهوية الدينية والجغرافية. وفي سياق متصل، تكشف دراسات حديثة عن توزيع جغرافي لافت لخطاب الكراهية، مع ارتفاع ملحوظ في عدد الدول المنتجة لهذا النوع من المحتوى.
الدول الأكثر تصديراً للمحتوى المعادي للإسلام
أظهرت الإحصاءات والدراسات تباينًا واضحًا في مصادر الكراهية الرقمية، حيث تصدرت دول بعينها القائمة العالمية.
1. الهند: المصدر الأكبر عالمياً
تتربع الهند على رأس القائمة بأكثر من نصف المحتوى المسيء عالمياً. فقد أكدة دراسة صادرة عن المجلس الإسلامي في فيكتوريا (Islamic Council of Victoria) حقيقة صادمة. حيث تبين أن أكثر من 50% من المنشورات المعادية للإسلام على منصة X خلال الفترة (2017–2019) جاءت من الهند. (المصدر: TRT World – تقرير حول الدراسة)
2. الولايات المتحدة: في المرتبة الثانية
من ناحية أخرى، كشفت الدراسة ذاتها أن الولايات المتحدة تأتي في المرتبة الثانية. حيث بلغت نسبة المنشورات المعادية للمسلمين الصادرة منها نحو 28% من إجمالي المحتوى المسيء حول العالم. (المصدر: TRT World – نقلاً عن الدراسة)
3. المملكة المتحدة: تصاعد مقلق في أوروبا
جاءت المملكة المتحدة في المرتبة الثالثة عالمياً، مساهمة بنحو 8% من المحتوى المعادي على المنصة. علاوة على ذلك، كشفت بيانات حكومية بريطانية عن ارتفاع ملموس في جرائم الكراهية ضد المسلمين. فقد زادت النسبة بمقدار 19% خلال عام واحد، لتقفز من 2,690 إلى 3,199 حالة مسجّلة حتى مارس 2025. (المصدر: The Guardian – 9 أكتوبر 2025)
4. قفزة قياسية في الهند خلال 2024
بالعودة إلى الهند، أشارت وكالة رويترز إلى ارتفاع قياسي جديد. فقد شهد عام 2024 زيادة في خطاب الكراهية ضد الأقليات، والمسلمين تحديداً، بنسبة 74% مقارنة بالعام السابق، وذلك في ظل سياق سياسي متوتر. (المصدر: Reuters – 10 فبراير 2025)
5. أوروبا: موجات كراهية مرتبطة بالأحداث
لم تكن أوروبا بمعزل عن هذا التصاعد. حيث سجل معهد الحوار الاستراتيجي (ISD) ارتفاعاً هائلاً في التعليقات المعادية للمسلمين. وقد قفزت هذه التعليقات بمعدل 422% خلال أيام معدودة، متأثرة بأحداث الشرق الأوسط. (المصدر: ISD Global – 2025)
لماذا يرتفع خطاب الكراهية ضد المسلمين؟
يمكن إرجاع هذا التصاعد المقلق إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها:
- خاصية “إظهار الدولة”: كشفت هذه الميزة هوية المستخدمين؛ مما سهّل عمليات الاستهداف الجغرافي المباشر.
- الاستقطاب السياسي: يلعب التوتر السياسي المتصاعد في الهند وأوروبا والولايات المتحدة دوراً محفزاً للكراهية.
- تراجع الرقابة: أدى تقليص فرق الإشراف في منصة X منذ عام 2023 إلى ضعف آليات الرقابة.
- المجموعات المتطرفة: تنشط مجموعات منظمة تستخدم أدوات المنصة للتحريض الممنهج ضد الأقليات.
الخاتمة
تؤكد البيانات أن الهند والولايات المتحدة والمملكة المتحدة تمثل المصادر الرئيسية لخطاب الكراهية ضد المسلمين على منصة X. ويرتبط هذا الارتفاع المستمر بشكل وثيق بالأحداث السياسية والجدل الدائر حول الهوية. وبناءً عليه، تدعو منظمات الرقابة الرقمية إلى ضرورة تشديد آليات الإشراف وتوفير أدوات حماية فعالة للمستخدمين.
