في تحرك استراتيجي لافت يعكس تغيّراً واضحاً في العقيدة الدفاعية اليابانية، أعلنت طوكيو خلال الأيام الماضية سلسلة خطوات لتعزيز قدراتها العسكرية، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتنامي المخاوف من التحركات الصينية حول بحر الصين الشرقي ومضيق تايوان.
نشر صواريخ متوسطة المدى قرب تايوان :
أكدت السلطات اليابانية بدء الاستعدادات لنشر منظومات صواريخ سطح–جو متوسطة المدى في جزيرة يوناغوني، أقرب نقطة يابانية إلى تايوان، وذلك بهدف تعزيز “الخط الدفاعي الأول” للبلاد.
وتعتبر هذه الخطوة من أبرز مؤشرات التحول العسكري الياباني، خصوصاً أنها تأتي في منطقة تُعد مركزياً لسيناريوهات أي مواجهة محتملة بين الصين وتايوان.
تعزيز التحالفات البحرية في المحيط الهادئ :
وشاركت اليابان في مناورة بحرية واسعة ضمن تدريب Malabar إلى جانب الولايات المتحدة والهند وأستراليا، وهو تمرين يُعد إحدى أهم المنصات العسكرية التي تعكس تقارب الديمقراطيات الآسيوية في مواجهة النفوذ الصيني المتنامي.
وأعلنت وزارة الدفاع اليابانية أن هذه المناورات تهدف إلى “رفع مستوى التنسيق البحري وحماية حرية الملاحة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ”.
اتفاقيات أمنية مع إندونيسيا :
كما عززت طوكيو تعاونها الدفاعي مع إندونيسيا، بعد اتفاق جديد يركز على الأمن البحري ومكافحة التهديدات في البحر المفتوح.
وأكدت الحكومة اليابانية أن التعاون مع جاكرتا “جزء من رؤية أوسع لتعزيز الاستقرار الإقليمي”.
تزايد القلق الصيني… وطوكيو ترد :
الصين انتقدت بشدة الخطوات اليابانية، ووصفتها بأنها “تصعيدية”، فيما ردت طوكيو بأن خططها “دفاعية بحتة” وتهدف إلى حماية الأمن القومي في ظل بيئة دولية متقلبة.
إنفاق دفاعي غير مسبوق :
وتسعى حكومة رئيسة الوزراء سناي تاكايتشي إلى رفع الإنفاق الدفاعي إلى نحو 2% من الناتج المحلي الإجمالي، وهي زيادة تُعد الأكبر منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
ماذا تعني هذه التحركات؟
• اليابان تتحول من نهج دفاعي محدود إلى قوة عسكرية أكثر فاعلية.
• طوكيو تسعى لتأمين محيطها البحري في مواجهة نفوذ بكين.
• هناك دعم إقليمي لهذه الخطوات، خصوصاً من جانب تايوان والولايات المتحدة.
الخلاصة :
التحركات اليابانية الأخيرة تمثّل مرحلة جديدة في سياساتها الدفاعية، وتعيد رسم موازين القوى في المنطقة، خصوصاً في ظل تصاعد التوترات بين الصين وتايوان، وتغيرات النظام الأمني في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
اقرأ أيضًا:
ضجة على منصة X بعد ظهور «تل أبيب» مقراً لحساب وزارة الأمن الداخلي الأميركي… والمنصة تتراجع بعد ساعات
