سجّل مؤشر مناخ الأعمال الألماني الصادر عن معهد IFO تراجعاً غير متوقع خلال شهر نوفمبر، لينخفض إلى 88.1 نقطة مقارنة بـ 88.4 نقطة في أكتوبر، في وقت كانت تشير فيه توقعات المحللين إلى ارتفاع طفيف. وجاء هذا الهبوط ليعكس استمرار الضغوط على أكبر اقتصاد في أوروبا، ويثير تساؤلات حول وتيرة التعافي الاقتصادي في منطقة اليورو.
ووفق التقرير، تدهورت تقييمات الشركات الألمانية لظروف الأعمال الحالية، بينما ازدادت نظرتها تشاؤماً تجاه توقعات الأشهر المقبلة، خصوصاً في قطاعات الصناعة والتصنيع التي تُعدّ العمود الفقري للاقتصاد الألماني.
ويرى اقتصاديون أن نتائج مؤشر IFO تشير إلى استمرار تأثير عدة عوامل على ثقة الأعمال، من بينها ارتفاع تكاليف التمويل، تباطؤ الطلب الخارجي، واضطرابات سلاسل التوريد في بعض الصناعات. كما أن المنافسة المتزايدة من الأسواق الآسيوية في الصناعات التكنولوجية تضيف ضغوطاً إضافية على الشركات الألمانية.
ويُتوقع أن ينعكس هذا التراجع على أداء الاقتصاد الأوروبي بشكل عام، نظراً للترابط الوثيق بين الاقتصاد الألماني وبقية اقتصادات الاتحاد الأوروبي، خاصة في مجالات التجارة والصناعة والخدمات.
ويعتبر الخبراء أن استمرار ضعف الثقة قد يدفع صناع القرار في ألمانيا والاتحاد الأوروبي إلى إعادة تقييم سياسات التحفيز والنمو خلال الفترة المقبلة، بما يعزز القدرة التنافسية ويعالج التباطؤ القائم.
ومن المنتظر أن يصدر المعهد تقارير متابعة خلال الأسابيع المقبلة لتحديد ما إذا كان التراجع الحالي مؤشراً على تباطؤ طويل الأمد أو مجرد تقلب مؤقت في معنويات السوق.
اقرأ أيضًا:
توقعات سعودية بنمو الناتج غير النفطي 4.5٪ بحلول 2027 مع توسّع الشراكات الاقتصادية
