حذّرت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد من أن الاتحاد الأوروبي يواجه “مخاطر حقيقية” بالتأخر في سباق الذكاء الاصطناعي أمام الولايات المتحدة والصين، في حال لم تُسرّع دول الاتحاد خطواتها نحو الاستثمار في التقنيات المتقدمة وتطوير قدراتها الرقمية.
وفي كلمة لها خلال اجتماع اقتصادي رفيع في بروكسل، أكدت لاغارد أن أوروبا “تعتمد بشكل مفرط” على استيراد التكنولوجيا من الخارج، بينما تتحرك القوى الاقتصادية الكبرى خصوصاً الولايات المتحدة والصين بوتيرة أسرع بكثير في تطوير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي والحوسبة المتقدمة.
وأضافت أن هذا التباطؤ يُهدد قدرة الاتحاد الأوروبي على المنافسة في الاقتصاد العالمي خلال العقد القادم، مشيرة إلى أن فجوة الاستثمار في المجال التكنولوجي تتسع عاماً بعد عام لصالح القوى المنافسة.
ودعت لاغارد إلى إطلاق سياسة صناعية أوروبية موحدة تهدف إلى:
• زيادة الإنفاق على البحث والتطوير،
• جذب الشركات التكنولوجية الكبرى للاستثمار داخل الاتحاد،
• تعزيز قدرات الشركات الناشئة،
• إنشاء بيئة تشريعية أكثر جاذبية للمبتكرين ورواد الأعمال.
كما لفتت إلى أن الذكاء الاصطناعي لم يعد خياراً تكنولوجياً، بل أصبح “شرطاً أساسياً للاستقلال الاقتصادي”، مؤكدة أن التأخر في تبنيه قد يؤدي إلى تراجع الإنتاجية وفقدان ملايين الوظائف الصناعية المتقدمة لصالح اقتصادات أخرى.
ويأتي هذا التحذير في وقت تتزايد فيه المخاوف الأوروبية من التنافس العالمي على التقنيات الحساسة، وعلى رأسها تصنيع الرقائق المتقدمة والذكاء الاصطناعي التوليدي، وهي القطاعات التي تشهد سباقاً محموماً بين واشنطن وبكين.
ومن المتوقع أن يناقش الاتحاد الأوروبي خلال الأشهر المقبلة حزمة جديدة من التشريعات والدعم المالي لمواكبة التطور التقني العالمي، فيما يرى محللون أن “نافذة الوقت تضيق” أمام أوروبا للحاق بركب الابتكار العالمي.
اقرأ أيضًا:
الأسهم الصينية تتراجع وخسائر الرقائق تُثير المخاوف التكنولوجية
