شهد قطاع غزة، مساء السبت، موجة جديدة من التصعيد بعدما شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات جوية على مناطق متفرقة من القطاع، في انتهاك واضح للهدنة الموقّعة في 10 أكتوبر 2025، والتي تُعدّ الإطار الوحيد القائم لوقف العمليات العسكرية المستمرة منذ عامين.
ووفقاً لوزارة الصحة في غزة، أسفرت الغارات الأخيرة عن استشهاد ما لا يقل عن 24 فلسطينياً وإصابة عشرات آخرين، بينهم أطفال، جراء استهداف سيارة في حيّ الرِّيمال بمدينة غزة، إضافة إلى منازل في مخيم النصيرات ودير البلح وسط القطاع.
تفاصيل الانتهاك
- استهدفت الغارات مركبة مدنية في حيّ الرِّيمال، ما أدّى إلى سقوط 11 شهيداً من عائلة واحدة، وفق إفادات طبية محلية.
- كما طال القصف منازل في مناطق وسط القطاع، مخلفاً عدداً من القتلى والجرحى، وسط حالة طوارئ في المستشفيات نتيجة نقص الإمكانيات والقدرة الاستيعابية.
- تُعدّ هذه الضربات الأعنف منذ بدء الهدنة، وتضاف إلى سلسلة من الخروقات التي سجّلتها المؤسسات الحقوقية خلال الأسابيع الماضية.
الرواية الإسرائيلية
ادّعى جيش الاحتلال أنّ الغارات جاءت رداً على «خرق للهدنة» بعد أن فتح مسلحون النار على قواته بالقرب من معبر المساعدات. غير أنّ مصادر فلسطينية نفت هذه المزاعم، معتبرة أنّ الاحتلال يستخدمها «ذريعة لتبرير استمرار العدوان».
موقف الفصائل الفلسطينية
قالت حركة حماس إنّ الهجوم يمثل انهياراً للتهدئة من طرف الاحتلال، مؤكدة أنها تدرس خياراتها بشأن مستقبل الهدنة في ظل استمرار الاعتداءات. وأضافت أن «إسرائيل تسعى لكسر التهدئة قسراً عبر استهداف المدنيين وإبقاء القطاع تحت الضغط العسكري».
تأثيرات إنسانية خطيرة
تسبّبت الهجمات في:
• تفاقم أزمة النزوح الداخلي.
• تضرر واسع للبنية التحتية السكنية.
• تعطّل خدمات الإسعاف والمستشفيات نتيجة نقص الوقود والمستلزمات.
• حالة خوف وانتظار لدى السكان من احتمال عودة العمليات العسكرية المفتوحة.
السياق الدولي
تأتي هذه التطورات في وقت تحاول فيه الأمم المتحدة والولايات المتحدة تثبيت الهدنة عبر مباحثات مكثفة لإنشاء قوة دولية لحفظ الأمن داخل غزة، غير أنّ الانتهاكات المتكررة تهدد بنسف الجهود الدبلوماسية القائمة.
خاتمة
تُعيد الغارات الإسرائيلية الأخيرة طرح السؤال الجوهري حول مستقبل الهدنة الهشّة، وسط مخاوف من انزلاق الوضع إلى مرحلة جديدة من التصعيد قد تعيد القطاع إلى دائرة العنف الواسع، وتضع الجهود الدولية في اختبار حقيقي.
اقرأ أيضًا:
