حذّرت تقارير اقتصادية غربية من تنامي هيمنة الصين على واحدة من أهم المواد الخام في العالم، والتي تُعد أساساً لصناعة الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، في وقت تتصاعد فيه المنافسة بين بكين وواشنطن على قيادة قطاع التكنولوجيا العالمية.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة MarketWatch الأمريكية، فإن الصين تسيطر اليوم على نحو 70٪ من الإنتاج العالمي للمعادن النادرة، وعلى ما يصل إلى 90٪ من عمليات معالجتها، وهي المواد الحيوية المستخدمة في تصنيع الشرائح الإلكترونية، والمحركات العالية الدقة، والبطاريات المتقدمة، ومكوّنات مراكز البيانات المخصصة للذكاء الاصطناعي.
ويشير التقرير إلى أن هذه السيطرة تمنح بكين نفوذاً اقتصادياً واستراتيجياً واسعاً، خصوصاً أن المعادن النادرة تُعد العمود الفقري لسلاسل التوريد في الصناعات العسكرية والتكنولوجية. وتحذّر المؤسسات الأميركية من أن أي اضطراب في الإمدادات القادمة من الصين قد يؤدي إلى إبطاء المشاريع التقنية الكبرى وإرباك الأسواق المالية.
كما لفتت التقارير إلى أن محاولات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لتقليل الاعتماد على بكين في هذا القطاع تواجه تحديات كبيرة، إذ تحتاج عمليات التعدين والمعالجة إلى استثمارات ضخمة ووقت طويل قبل أن تصل إلى طاقة إنتاجية تُنافس القدرات الصينية.
ويرى محللون أن استمرار الصين في تعزيز سيطرتها على المعادن النادرة يأتي ضمن استراتيجية اقتصادية بعيدة المدى تهدف إلى تثبيت موقعها كمركز رئيسي لسلاسل توريد التكنولوجيا المتقدمة، فيما تحاول الدول الغربية بناء “شبكات أمان” للحد من أي مخاطر قد تنشأ عن هذا التركّز الاستراتيجي.
ويتوقع خبراء أن هذا الملف سيحتل موقعاً بارزاً في النقاشات الاقتصادية الدولية خلال عام 2026، مع تزايد تأثيره المباشر في مستقبل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الدفاعية والصناعات الحيوية حول العالم.
اقرأ أيضًا:
