واصلت أسعار النفط العالمية تراجعها الحاد خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، لتتداول قرب أدنى مستوياتها المسجّلة في نحو أربع سنوات، في ظل ضغوط متزايدة من جانب المعروض العالمي وضعف التوقعات المتعلقة بالنمو الاقتصادي خلال الربع الأول من العام المقبل.
وسجّل خام برنت مستويات تراوحت بين 62 و63 دولارًا للبرميل، بينما انخفض الخام الأميركي WTI إلى حدود 58 دولارًا، وسط موجة بيع واسعة امتدت عبر الأسواق الآسيوية والأوروبية والأميركية.
عوامل الهبوط
وفق محللين في أسواق الطاقة، يعود هذا التراجع إلى ثلاثة عوامل رئيسية:
1. زيادة المعروض العالمي
البيانات الصادرة من أسواق أميركا الشمالية وأوروبا تشير إلى ارتفاع المخزونات النفطية بوتيرة تفوق التوقعات، وانخفاض مستويات السحب التجاري، ما خلق حالة من «تخمة المعروض» في السوق.
2. المساعي الأميركية لتسوية النزاع الروسي–الأوكراني
الحديث المتزايد عن مبادرات لتهدئة النزاع دفع المتعاملين إلى ترجيح عودة جزء أكبر من الصادرات الروسية إلى الأسواق دون قيود إضافية، وهو ما يضغط على الأسعار بصورة مباشرة.
3. تباطؤ الطلب العالمي
مؤشرات النشاط الصناعي في الصين وأوروبا أظهرت مسارًا هابطًا، مما يعكس تراجع الطلب على الوقود والطاقة، خاصة في قطاعات التصنيع والنقل.
توقعات المحللين
تشير تقديرات مراكز الأبحاث الاقتصادية إلى أن الأسعار الحالية هي دون المتوسط المتوقع لعام 2025، والذي يتراوح حول 68–70 دولارًا للبرميل، ما قد يدفع بعض المنتجين، خصوصًا داخل تحالف «أوبك+»، إلى إعادة تقييم سياسات الإنتاج إذا استمر الهبوط خلال الأسابيع المقبلة.
انعكاس على دول الخليج
يرى خبراء أن استمرار الأسعار في هذا المستوى سيشكّل ضغطًا على الإيرادات النفطية للدول المنتجة، لكنه لا يصل إلى مستوى الأزمة، خصوصًا مع قدرة معظم دول الخليج على التعامل مع تذبذبات السوق بفضل الاحتياطيات المالية واستراتيجيات التنويع الاقتصادي.
كما أن التراجع الحالي قد يمنح دول المنطقة فرصة لإعادة بناء مراكز شراء استراتيجية في أسواق الطاقة والتحوط للفترات المقبلة، مع ترقب أي تطورات جديدة في الملف الروسي–الأوكراني أو بيانات الاقتصاد الأميركي.
اقرأ أيضًا:
ارتفاع النفط لأعلى مستوى في 3 أسابيع بعد هجوم ترنوبل وتصاعد التوتر الأوروبي
