تعقد بلجيكا، في مقر حلف شمال الأطلسي (الناتو) ببروكسل، اجتماعاً طارئاً بعد الهجوم الروسي العنيف الذي استهدف مدينة ترنوبل غرب أوكرانيا، وأسفر عن مقتل 25 شخصاً وإصابة عشرات. ويأتي هذا الاجتماع بينما يحذّر الأمين العام للناتو من دخول الأزمة مرحلة جديدة “أكثر خطورة”، وسط مخاوف من توسع الهجمات نحو دول الجوار.
خلفية الهجوم الروسي وتصعيد الأزمة
وقع الهجوم على ترنوبل في واحدة من أعنف الضربات الروسية منذ أشهر. وعلى الرغم من أن المدينة بعيدة عن خطوط القتال، فإن الاستهداف الأخير أثار قلق العواصم الأوروبية. وبالإضافة إلى ذلك، اعتبرت كييف أن الضربة تحمل رسالة واضحة مفادها أن روسيا توسّع نطاق عملياتها.
من ناحية أخرى، دفعت هذه الهجمات المتصاعدة الناتو إلى التحرك سريعاً لعقد اجتماع استثنائي يهدف إلى تقييم التهديدات وتحديد مستوى الاستجابة.
أهداف الاجتماع الطارئ في بروكسل
أوضح بيان الأمانة العامة للحلف أن الهدف الأساسي للاجتماع هو “تقييم الوضع الأمني الطارئ” و**“بحث سبل دعم الدفاع الجوي الأوكراني”**.
كما أن الاجتماع يأتي وسط تخوّف أوروبي من إمكانية استهداف البنية التحتية الحيوية في دول تقع قرب الحدود الأوكرانية.
وقال الأمين العام: “الهجوم يمثل مرحلة جديدة وخطيرة في التصعيد الروسي”.
وبناءً على ذلك، يدرس الحلف تعزيز دفاعاته في الجناح الشرقي، علاوة على ذلك نشر قدرات إضافية للإنذار المبكر.
الخلاف الأوروبي حول دعم كييف
أكدت مصادر دبلوماسية لـ أخبار الكويت أن عدة دول أوروبية تضغط من أجل إرسال أنظمة دفاعية متقدمة إلى كييف.
في المقابل، تتحفظ دول أخرى خشية دفع الصراع نحو مواجهة مباشرة بين الناتو وموسكو.
وبسبب هذه الانقسامات، لم يتم الاتفاق بعد على حزمة المساعدات الجديدة.
على سبيل المثال، ترى دول شرق أوروبا أن تأخير الدعم يعني زيادة الخطر عليها.
بينما ترى دول أخرى أن التصعيد يهدد الأمن الأوروبي بالكامل.
مطالب أوكرانيا: منطقة حظر جوي أو المزيد من الأنظمة الدفاعية
جددت كييف مطالبتها بفرض “منطقة حظر جوي” فوق أراضيها.
إلا أن الحلف لا يزال يرفض هذا الخيار لأنه قد يؤدي إلى اشتباك مباشر مع روسيا.
نتيجة لذلك، طلبت أوكرانيا تسريع تزويدها بأنظمة باتريوت وPAC-3، مؤكدة أن دفاعاتها الحالية غير قادرة على صد الهجمات الروسية المتزايدة.
نقاشات أوروبية حول مستقبل الدعم العسكري
تزامن اجتماع الناتو مع نقاش واسع داخل العواصم الأوروبية حول مستقبل الدعم العسكري لكييف.
وبالإضافة إلى ذلك، انتشرت تقارير عن خطة سلام أمريكية مكوّنة من 28 بنداً أثارت جدلاً بسبب غياب التنسيق مع شركاء أوروبا وكييف.
وعلى الرغم من عدم الإعلان الرسمي عن الخطة، فإن تسريباتها سببت انقسامات حول كيفية التعامل مع التصعيد الروسي وتحديد مستقبل الحرب.
خلاصة
يجسد الاجتماع الطارئ في بروكسل حالة القلق الأوروبي من الهجوم على ترنوبل.
وبناءً على ذلك، تبدو المرحلة المقبلة أكثر تعقيداً، إذ يحاول الناتو الموازنة بين دعم أوكرانيا وتجنب مواجهة مباشرة مع روسيا.
وفي نهاية الأمر، سيعتمد شكل الرد على قدرة الدول الأعضاء على تجاوز خلافاتها واتخاذ قرار موحّد يعزز أمن أوروبا ويخفف من التصعيد.
اقرأ أيضًا:
روسيا تضرب سفينة تركية في ميناء أوديسا الأوكراني وإجلاء طاقمها دون إصابات
