الصين أعلنت عن إطلاق مبادرة جديدة تحت اسم “طريق الحرير الرقمي” (Digital Silk Road)، تهدف إلى تعزيز التعاون الرقمي مع دول جنوب-شرق آسيا. وتشمل المبادرة إنشاء شبكات الجيل الخامس، مراكز بيانات إقليمية، وربط البنية التحتية الرقمية بين الصين وشركائها في المنطقة.
أهداف المبادرة الرقمية
وفقًا لوزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات في الصين، فإن المبادرة تهدف إلى توسيع نطاق التعاون في الاقتصاد الرقمي. بالإضافة إلى ذلك، تسعى إلى تسهيل التجارة الإلكترونية والتمويل الرقمي، وخلق بنية تحتية رقمية مشتركة تحقق مزايا التنمية المشتركة.
علاوة على ذلك، يؤكد الخبراء أن المبادرة تهدف إلى تعزيز النفوذ التكنولوجي للصين في المنطقة، عبر نقل الخبرات والمعايير الرقمية الصينية إلى دول جنوب-شرق آسيا.
أولى الاتفاقيات والتطبيق العملي
أولًا، تشمل الاتفاقيات إنشاء مراكز بيانات فائق السرعة في ماليزيا وإندونيسيا. ثانيًا، سيتم توسيع كابلات الألياف الضوئية البحرية التي تربط الصين بدول الآسيان، بما يضمن سرعة أكبر واستقرارًا في نقل البيانات.
بعد ذلك، ستعمل المبادرة على تعزيز معايير أمن البيانات وتوسيع نطاق المشاركة التقنية بين الصين وشركائها. على سبيل المثال، يشمل ذلك تبادل المعرفة في مجالات الاتصالات، الذكاء الاصطناعي، والخدمات المالية الرقمية.
استراتيجية الحزام والطريق الرقمية
في المقابل، تؤكد وسائل الإعلام الصينية أن المبادرة لا تقتصر على البنية التحتية فقط، بل تشمل أيضًا تصدير المعايير الرقمية الصينية عالميًا. كذلك، تعتبر الصين أن هذه الخطوة تجعلها مركزًا عالميًا للرقمنة، خاصة في ظل المنافسة التكنولوجية المتصاعدة مع دول مثل الولايات المتحدة واليابان.
وبحسب الخبراء، تُعد هذه المبادرة جزءًا من استراتيجية أوسع لمبادرة الحزام والطريق. على الرغم من أن الحزام والطريق كان يركز تقليديًا على الطرق والموانئ، إلا أن “الطرق الرقمية” تمثل الآن أداة أساسية لتوسيع النفوذ الاقتصادي والتكنولوجي للصين في منطقة جنوب-شرق آسيا.
الأثر المتوقع على المنطقة
نتيجةً لذلك، من المتوقع أن تعزز المبادرة فرص الاستثمار الرقمي في دول جنوب-شرق آسيا. أيضًا، ستساهم في تطوير البنية التحتية الرقمية وتحفيز الابتكار المحلي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لهذه المبادرة أن تسهم في تحسين الخدمات المالية الإلكترونية والتجارة الرقمية، مما يدعم النمو الاقتصادي في المنطقة.
كما أن المبادرة قد تشكل نافذة للصين لتصدير تقنياتها ومعاييرها الرقمية، بما يضمن تكامل الأنظمة الرقمية بين الصين ودول الشركاء. هذا يعزز من التعاون طويل الأمد ويخلق شبكة اقتصادية رقمية متكاملة.
التحديات والفرص المستقبلية
مع ذلك، تواجه المبادرة تحديات مرتبطة بـ حماية البيانات والسيادة الرقمية. لذلك، تعمل الصين على وضع معايير صارمة لأمن المعلومات لتفادي أي مخاطر محتملة.
في النهاية، يُتوقع أن تسهم مبادرة “طريق الحرير الرقمي” في تحويل جنوب-شرق آسيا إلى محور رقمي متكامل. علاوة على ذلك، يمكن أن تعزز مكانتها على خريطة الاقتصاد الرقمي العالمي، مما يفتح آفاقًا جديدة للتعاون بين الدول.
اقرأ أيضًا:
الصين تشدد الرقابة الرقمية مع دخول تعديلات الأمن السيبراني حيز التنفيذ
