كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن تفاصيل مهمة من زيارة ولي العهد السعودي الأخيرة إلى واشنطن. حيث أشارت إلى أن الأمير محمد بن سلمان أرسل إشارات واضحة ومباشرة للإدارة الأمريكية. وفي هذا السياق، يمكن تلخيص رسالة السعودية تحذر واشنطن من التردد في نقطة واحدة. وهي أن الرياض تملك “بدائل استراتيجية جاهزة”، وعلى رأسها الصين.
وبحسب التقرير، أوضح الأمير محمد بن سلمان أن أي تباطؤ أمريكي في الملفات الحساسة سيُقابَل بتحرك سريع من بكين. إذ أن الصين جاهزة للدخول في المشاريع المتعلقة بالدفاع أو التكنولوجيا أو الطاقة دون شروط معقدة.
الخبراء: ولي العهد لعب “ورقة الصين” بمهارة
من جانبها، حللت الخبيرة الأمريكية ميغان أوسوليفان الموقف السعودي بتقدير. حيث قالت: “لقد لعب الأمير محمد ورقة الصين بمهارة فائقة”. علاوة على ذلك، أشارت إلى أن هذا التلويح يضعف حجج واشنطن حين تطلب “التحفظ” أو “التهدئة”. وبالتالي، ترى أوسوليفان أن السعودية أصبحت “أكثر تأثيرًا في السياسات الأمريكية من أي وقت مضى”.
رسالة جديدة: شراكة دون اعتماد أحادي
وفي سياق متصل، يشير تحليل نيويورك تايمز إلى أن السعودية تسعى لتحقيق توازن دقيق. لأنها تريد تعزيز العلاقة مع الولايات المتحدة. لكنها في الوقت نفسه تحرص على الحفاظ على مساحة مناورة كبيرة واستخدام الصين كورقة ضغط استراتيجية.
لذلك، ترى واشنطن أن الصين أصبحت لاعبًا رئيسيًا في ملفات حساسة. تشمل هذه الملفات المفاعلات النووية والطائرات المسيّرة والبنية التحتية الرقمية. في الختام، يُعد استدعاء الأمير لهذه الورقة تحذيرًا ناعمًا ومباشرًا. حيث يؤكد أن العالم لم يعد أحادي القطب، وبالتالي، لن تنتظر المملكة القرار الأمريكي إلى ما لا نهاية.
اقرأ أيضًا:
جهود السعودية وأمريكا لوقف حرب السودان: تحرك سياسي واسع والقتال مستمر

