شهدت زيارة ولي العهد السعودي الأخيرة إلى واشنطن تطوراً مهماً في مسار السلام. حيث دفعت المملكة الإدارة الأمريكية للانخراط مجدداً في الملف السوداني بعد غياب طويل. وفي هذا السياق، تتضافر جهود السعودية وأمريكا لوقف حرب السودان عبر مسار دبلوماسي جديد. مع ذلك، تؤكد المعطيات الميدانية أن القتال ما يزال مستمراً بين الأطراف المتصارعة.
تحرك سعودي مباشر وتجاوب أمريكي فوري
وبحسب ما نقلته وكالة رويترز، طالب الأمير محمد بن سلمان الرئيس الأمريكي بالتدخل العاجل لوقف الحرب في السودان. وقد وجد هذا الطلب تجاوبًا سريعًا من ترامب. إذ أعلن الرئيس أنه بدأ التحرك فورًا بالتنسيق مع الرياض وعدد من الدول الخليجية. بالإضافة إلى ذلك، تعهّد ترامب بأن تعمل واشنطن والرياض على “فرض مسار سياسي جديد” يهدف لإنهاء النزاع.
ترحيب سوداني… وواقع ميداني معقد
من جانبه، رحّب مجلس السيادة السوداني بالمبادرة المشتركة. حيث اعتبر أن دخول واشنطن على خط الأزمة يمثل “فرصة لإحياء المفاوضات”. لكن، وعلى الأرض، تفيد تقارير دولية بأن الاشتباكات ما تزال مستمرة في عدد من الولايات. لأن أي وقف شامل لإطلاق النار لم يتحقق بعد، نتيجة تشابك المصالح وتعدد القوى.
انعكاسات التحرك المشترك
في الختام، تحمل هذه الخطوة ثلاثة انعكاسات استراتيجية على الأزمة:
- عودة واشنطن: حيث تعطي عودة واشنطن دفعة قوية لأي وساطة مستقبلية.
- تعزيز الدور السعودي: إذ أصبحت الرياض شريكًا رئيسيًا في البحث عن حل، مدعومة بثقلها السياسي.
- التركيز على المسار: لذلك، يمكن أن تمهّد التحركات الحالية لاتفاق لاحق، لكنها لا تمثّل حلاً فورياً للصراع.
بالتالي، شكّلت زيارة ولي العهد السعودي نقطة انعطاف مهمة تجاه السودان. غير أن دخول السعودية والولايات المتحدة بثقل سياسي مشترك يمهّد لفتح الباب أمام وقف إطلاق النار وإطلاق مسار تفاوضي جاد خلال الفترة المقبلة.
اقرأ أيضًا:
تفاقم الكارثة الإنسانية في غرب السودان بعد سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر
