شهدت أروقة الأمم المتحدة اليوم حدثاً تاريخياً فارقاً. حيث وافق الأعضاء على مشروع قرار أميركي جديد، وبذلك مجلس الأمن يتبنى خطة ترامب رسمياً لإعادة ترتيب الأوضاع في غزة.
يحمل القرار بصمات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشكل واضح. علاوة على ذلك، يتضمن النص إشارة صريحة لإنشاء مسار مستقبلي لإقامة دولة فلسطينية، وهو ما أعاد “حل الدولتين” إلى الواجهة.
تفاصيل خطة ترامب وقرار مجلس الأمن
يمنح القرار الولايات المتحدة دوراً محورياً في الإشراف على “قوة الاستقرار” الدولية. ستعمل هذه القوة على تأمين غزة، ومن ثم تسليم الإدارة تدريجياً لهيئات مدنية فلسطينية.
لكن النقطة الأهم تكمن في الفقرة 19 من القرار. حيث تنص بوضوح على تهيئة “مسار موثوق” لتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية.
إسرائيل بين ضغوط واشنطن وتمرد اليمين
تسبب خبر أن مجلس الأمن يتبنى خطة ترامب في عاصفة سياسية داخل تل أبيب. نتيجة لذلك، ظهر صدع كبير في حكومة بنيامين نتنياهو.
هدد إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي، بإسقاط الحكومة فوراً. حيث صرح قائلاً: “حزبنا سيُسقط الحكومة إذا اقتربت خطوة واحدة نحو دولة فلسطينية”.
من ناحية أخرى، طالب بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية، بموقف حاسم ضد القرار. واعتبر أن الصمت في هذا الملف هو بداية انحدار خطير لإسرائيل.
موقف نتنياهو والسيناريوهات القادمة
في المقابل، يحاول نتنياهو المناورة بين الضغوط الدولية والداخلية. اكتفى رئيس الوزراء بالحديث عن “الاحتياجات الأمنية” وضرورة انسحاب الجيش التدريجي.
وبالتالي، تواجه الحكومة الإسرائيلية مأزقاً حقيقياً. فإما الرضوخ للقرار الدولي وانهيار التحالف الحكومي، أو تحدي واشنطن والدخول في عزلة دولية.
لماذا يهم هذا القرار القارئ العربي؟
يحمل هذا القرار دلالات هامة للمنطقة العربية:
- إحياء الحل السياسي: يعيد القرار الاعتبار القانوني لمشروع الدولة الفلسطينية.
- هشاشة اليمين الإسرائيلي: تكشف ردود الفعل ضعف الحكومة الحالية أمام المبادرات الدولية الجادة.
- رسالة للخليج: يؤكد القرار أن الاستقرار الإقليمي يتطلب حلاً سياسياً عادلاً للفلسطينيين.
في الختام، دخلت المنطقة مرحلة جديدة من الصراعات السياسية. والمؤكد أن ما بعد هذا القرار لن يكون كما قبله.
اقرأ ايضًا :

