أعربت الإمارات عن دعمها الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 2803 الذي صاغته الولايات المتحدة واعتمده المجلس بأغلبية 13 صوتًا. كما امتنعت روسيا والصين عن التصويت، دون اعتراض من أي دولة. وترى الإمارات أن القرار يفتح طريقًا جديدًا لإعادة ترتيب الوضع في غزة، ويعزز حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وصولًا إلى إقامة دولته المستقلة.
بيان مشترك يعكس توافقًا إقليميًا
أصدرت البعثة الإماراتية لدى الأمم المتحدة بيانًا مشتركًا في 14 نوفمبر 2025 شاركت فيه تسع دول: الولايات المتحدة، قطر، مصر، السعودية، الأردن، تركيا، باكستان، وإندونيسيا.
وأكد البيان اعتماد “الخطة الشاملة لإنهاء الصراع في غزة“. وقد أعلنت واشنطن هذه الخطة في 29 سبتمبر، واحتفى بها القادة خلال قمة شرم الشيخ.
وأوضح البيان أن الخطة تمثل مسارًا واقعيًا للسلام والاستقرار في المنطقة، وأنها قادرة على تحقيق توازن سياسي وأمني أوسع.
رؤية إماراتية تعتبر الخطة مسارًا قابلًا للتنفيذ
شدّدت الإمارات على أن المشروع يشكل “جهدًا صادقًا” نحو حل سياسي شامل. وترى أبوظبي أن الخطة توفر انتقالًا سياسيًا منظمًا، بالتزامن مع وجود قوة دولية مؤقتة لإدارة غزة. كما تضع الخطة أساسًا واضحًا لإعادة إعمار القطاع.
وتتوقع الإمارات أن تشجع الخطة السلطة الفلسطينية على تنفيذ إصلاحات هيكلية تُمكّنها من إدارة الدولة الفلسطينية مستقبلًا.
توازن إماراتي بين التطبيع والدعم العربي
تتبنى الإمارات موقفًا دبلوماسيًا يجمع بين مسار التطبيع مع إسرائيل وبين دعم الحقوق الفلسطينية. وعلى الرغم من اختلاف مواقف القوى الإقليمية، تحافظ الإمارات على نهج وصفه مراقبون بـ”العقلانية السياسية”.
وتؤكد الدولة أن دعمها للخطة لا يتعارض مع موقفها الثابت تجاه إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
تنسيق إقليمي يعزز فرص الاستقرار
يشير محللون إلى أن الموقف الإماراتي يعكس مستوى متقدمًا من التنسيق الإقليمي. وخلال الدورة الرفيعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، ظهرت إشارات إلى توجه جماعي لربط الأمن الإقليمي بالعدالة السياسية للفلسطينيين.
ويُرجّح أن يؤدي هذا التوجه إلى زيادة فرص تحقيق استقرار طويل الأمد في المنطقة، خاصةً عندما تتبنى القوى العربية رؤية مشتركة تعتمد على العدالة والتنمية.
دور إماراتي محوري في المسار السياسي
تواصل الإمارات تعزيز المسارات السياسية القائمة على الحلول الدبلوماسية. وتؤكد الدولة التزامها بمبدأ إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة. كما تعمل على دعم القرارات الدولية التي تفتح المجال أمام حلول قابلة للتطبيق.
وترى الإمارات أن تحقيق السلام يحتاج إلى شراكة دولية واضحة، تربط بين مبادئ الأمن والاستقرار وبين رؤية تنموية طويلة المدى.
خلاصة
يمثل الدعم الإماراتي للقرار 2803 جزءًا من رؤية إقليمية تسعى إلى إنهاء الصراع عبر حلول عملية. ويؤكد هذا الدعم رغبة الدولة في تعزيز العمل الجماعي، وربط الأمن بالتنمية والسلام بالعدالة، بما يفتح الباب أمام مرحلة سياسية جديدة في المنطقة.
