أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان رسمي صدر صباح الأحد، أنّ قوات الدفاع الجوي اعترضت ودمرت 57 طائرة مسيّرة أوكرانية خلال الليلة الماضية فوق عدة مقاطعات روسية. ويأتي هذا التطور، بالإضافة إلى عمليات سابقة مشابهة، ليرسم صورة أكثر وضوحًا حول وتيرة التصعيد العسكري بين موسكو وكييف، خصوصًا في نطاق الحرب الجوية.
التصعيد الليلي: ما الذي حدث؟
بحسب بيان الوزارة، فإن العمل الدفاعي بدأ من الساعة 11:00 مساءً يوم 15 نوفمبر وحتى الساعة 7:00 صباح الأحد بتوقيت موسكو. وخلال هذه الساعات، كثّفت المنظومات الروسية المناوبة عملياتها لصد موجة جديدة من المسيّرات الأوكرانية.
وبالإضافة إلى ذلك، أكدت الوزارة أنّ الدفاعات الجوية عملت “بصورة منسّقة”، مما ساهم في اعتراض العدد الكبير من الطائرات. علاوة على ذلك، أشارت المعلومات الواردة إلى أنّ منظومات الرصد رصدت الهجمات لحظة دخول المسيّرات إلى المجال الروسي.
التوزيع الجغرافي للهجمات
ولإيضاح الصورة، كشف البيان عن تفاصيل انتشار الهجمات عبر عدة مناطق روسية.
أولًا، مقاطعة سامارا كانت الأكثر استهدافًا، إذ سقط فوقها 23 مسيّرة.
ثانيًا، مقاطعة فولغوغراد شهدت إسقاط 17 مسيّرة، وهو رقم يعكس ارتفاع النشاط العسكري في جنوب روسيا.
بعد ذلك، جاءت مقاطعة ساراتوف ومقاطعة روستوف، مع إسقاط 5 مسيّرات فوق كل منهما.
ثم أوضح البيان أنّه تم إسقاط 3 مسيّرات فوق كورسك و 3 أخرى فوق فورونيغ.
وأخيرًا، أُسقطت مسيّرة واحدة فوق بريانسك.
وبمعنى آخر، يظهر توزيع الهجمات أنّ أوكرانيا تحاول استخدام أسلوب “الانتشار الواسع” لاستنزاف قدرات الدفاع الروسية. ومع ذلك، تؤكد موسكو أنّ المنظومات الدفاعية “نجحت في احتواء الهجوم”.
دلالة العمليات الجوية
توضح هذه الهجمات، على الرغم من تكرارها، عدة أمور أساسية.
أولًا، تكشف مدى اعتماد أوكرانيا على الطائرات المسيّرة منخفضة التكلفة لتحقيق اختراقات تكتيكية.
ثانيًا، تظهر قدرة الدفاعات الروسية على التعامل مع هجمات متعددة الاتجاهات.
وثالثًا، يشير تزامن الهجمات إلى محاولة أوكرانية لخلق ضغط متزامن على عدة جبهات.
وبالإضافة إلى ذلك، يرى محللون أنّ استمرار هذه المواجهات الجوية يعكس “مرحلة جديدة” من الحرب، تعتمد أكثر على التكنولوجيا والضربات غير المباشرة. كما أن روسيا، من جانبها، تعمل على تحديث أنظمة الرصد والاعتراض، لتقليل أي تأثير محتمل للهجمات المتكررة.
ردود الأفعال الأولية
على الرغم من عدم صدور تعليقات فورية من الجانب الأوكراني، إلا أنّ تقارير غربية ذكرت في وقت سابق أن كييف توسّع برنامج الطائرات المسيّرة، خصوصًا تلك بعيدة المدى. ومع ذلك، لم يتم تأكيد مشاركتها في هذه العملية تحديدًا.
وفي المقابل، تواصل روسيا تأكيد نجاحاتها الميدانية في مواجهة الهجمات الجوية. لذلك، تستمر البيانات الرسمية في التركيز على “الكفاءة العالية” للدفاعات. كما أن موسكو تحرص على الإشارة إلى أنّ هذه الهجمات “لم تسفر عن أي خسائر بشرية كبيرة”، وذلك لطمأنة سكان المناطق المستهدفة.
خلاصة المشهد
يتضح أنّ المواجهات الجوية بين روسيا وأوكرانيا تدخل مرحلة أكثر تعقيدًا. فبينما تسعى كييف لشن هجمات مؤثرة باستخدام المسيّرات، ترد موسكو باستخدام دفاعات متطورة. وبالتالي، يبدو أن هذا النوع من الاشتباكات سيستمر خلال الفترة المقبلة، وربما بوتيرة أعلى.

