أعلنت موسكو اليوم رفضها مشروع القرار الأميركي الخاص بمرحلة ما بعد الحرب في قطاع غزة. وأوضحت أن الصيغة الأميركية تتجاهل الشرعية الفلسطينية وحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.
الموقف الروسي الرسمي
أفادت وسائل الإعلام المقربة من الحكومة الروسية أن المسودة الأميركية تقترح إدارة دولية مؤقتة لتعويض الاحتلال. بالمقابل، طرحت روسيا صيغة بديلة تُشرك الفلسطينيين مباشرة. وحتى الآن، لم تدعم موسكو المشروع الأميركي بالشكل الحالي.
بالإضافة إلى ذلك، قالت جهة دبلوماسية روسية إن الخطط الأميركية التي تقترح إدارة انتقالية أو مجلس سلام لا تعطي السلطة الفلسطينية الدور الكامل. لذلك، وصفت الصيغة بأنها تهدد حق الفلسطينيين في الدولة.
على سبيل المثال، أكدت روسيا أن القرار الأميركي يركز فقط على غزة دون الضفة الغربية. واعتبرت موسكو هذا التوجه “غير مكتمل ويخالف قرارات دولية سابقة”، وفق تصريحات وزير الخارجية الروسي.
دعم بديل روسي
علاوة على ذلك، أعلنت روسيا استعدادها لدعم صيغة بديلة. وأكدت أن البديل يأخذ شروط الفلسطينيين والعرب بعين الاعتبار ويضع أسسًا واضحة للدولة الفلسطينية المستقلة.
كما حذرت بعض التقارير الروسية من أن التسرع الأميركي قد يزيد الوضع الإنساني سوءًا في غزة. وأوضحت أن غياب المشاركة الفلسطينية قد يضعف التنفيذ على الأرض.
التحليل الروسي للمسار
توضح موسكو ثلاثة أسباب رئيسية لرفضها المشروع:
- الشرعية الفلسطينية: روسيا تعارض أي إجراء يضع الفلسطينيين في موقع ثانوي أو يفرض إدارة مؤقتة خارج السلطة الشرعية.
- شمولية الحل: تركيز الحل على غزة فقط دون الضفة الغربية يجعل الحل ناقصًا وغير مستدام.
- التوازن الدولي: موسكو تؤكد ضرورة مرور الحل عبر القرارات الأممية ومشاركة عربية وفلسطينية واسعة، بدل فرض حلول أميركية منفردة.
أيضًا، يرى المحللون الروس أن أي خطة تُنفذ دون مشاركة فلسطينية كاملة قد تؤدي إلى حل ظاهري يفشل في التغيير الحقيقي داخل غزة. كما قد تضعف الثقة بين الفلسطينيين والمجتمع الدولي.
تبعات الموقف الروسي
أولًا، رفض موسكو قد يؤخر تمرير القرار في مجلس الأمن الدولي، نظرًا لحق الفيتو الذي تملكه.
ثانيًا، يعكس الموقف الروسي رغبة موسكو في الحفاظ على موقع فاعل في الشرق الأوسط. وتسعى لإظهار دورها كضامن لمصالح الفلسطينيين وتوازن القوى الدولية.
كما شددت وسائل الإعلام الروسية على أن الحلول المستعجلة قد تزيد التوتر الإقليمي. لذلك، يجب إشراك جميع الأطراف، وخاصة الفلسطينيين، لضمان استقرار طويل الأمد.
الخلاصة
لذلك، الطريق إلى اتفاق شامل في غزة يمر عبر صياغة مشتركة تشمل الفلسطينيين، مع مراعاة الضفة الغربية والتوازن الدولي. ونتيجةً لذلك، تراقب موسكو التحركات الأميركية عن كثب، وتؤكد أهمية الحلول المتوازنة التي تحترم الحقوق الفلسطينية وتؤسس دولة مستقلة.
