زهران ممداني يدعو إلى مقاطعة ستاربكس تضامناً مع إضراب العمال في الولايات المتحدة

تشهد الولايات المتحدة خلال الأيام الماضية موجة متصاعدة من الإضرابات في سلسلة المقاهي العالمية ستاربكس. ويأتي هذا التطور، بالإضافة إلى ذلك، وسط دعم سياسي لافت من النائب الأمريكي الصاعد زهران ممداني، الذي دعا علنًا إلى مقاطعة الشركة تضامنًا مع العمال. كما أن هذا الموقف أثار اهتمامًا واسعًا في الإعلام الأمريكي والعالمي، نظرًا لتأثيره المباشر على مشهد العمل والنقابات.

اتساع رقعة الإضراب في مدن أمريكية

بدأت نقابة Starbucks Workers United، علاوة على ذلك، بتنفيذ إضراب واسع يشمل أكثر من 40 مدينة في مختلف الولايات. كما شارك في الإضراب ما يزيد على 1000 عامل موزعين على حوالي 65 فرعًا. وعلى الرغم من أن هذه الأعداد لا تمثل كل موظفي السلسلة، إلا أنها، في المقابل، تعكس حالة غضب متصاعدة تجاه ما يصفه العمال بأنه ممارسات غير عادلة وتعطيل مفاوضات العقود الجماعية.

ويطالب العمال، على سبيل المثال، بتحسين الأجور، وتنظيم ساعات العمل، وتوفير بيئة عمل آمنة ومنصفة. وبعد ذلك، أكدت النقابة أن التحركات ستستمر ما لم تستجب الإدارة لمطالب واضحة ومحددة.

موقف إدارة ستاربكس وردّ النقابة

أكدت إدارة ستاربكس، من ناحية أخرى، أن معظم فروعها تعمل بشكل طبيعي، وأن تأثير الإضراب – بحسب وصفها – محدود مقارنة بالعدد الإجمالي للمتاجر. كما شددت الشركة على أنها تقدم “مزايا تنافسية” للعاملين، وبالتالي ترى أن المطالب الحالية مبالغ فيها.

لكن النقابة، في المقابل، تردّ بأن الشركة تماطل في المفاوضات. وكذلك تقول النقابة إن الإدارة تضع قيودًا على حرية العمال في التنظيم النقابي. ولهذا السبب، تصر النقابة على أن الإضراب أصبح ضرورة لحماية حقوق الموظفين.

زهران ممداني… الصوت السياسي الأكثر دعمًا للعمال

برز اسم زهران ممداني، النائب في جمعية ولاية نيويورك وأحد أبرز وجوه التيار التقدمي، كأقوى داعم للحركة العمالية في هذا الملف. وقد أعلن ممداني عبر حسابه الرسمي أنه لن يشتري أي منتجات من ستاربكس. كما دعا الجمهور إلى الانضمام لحملة المقاطعة تحت شعار:
“No contract, no coffee” – لا عقد، لا قهوة.

أصبحت تصريحاته، بالإضافة إلى ذلك، محور نقاش واسع في وسائل الإعلام الأمريكية. ويرى محللون أن ممداني يحاول تعزيز حضوره السياسي عبر تبني قضايا العمال، خصوصًا بعد فوزه بمقعده الانتخابي الأخير.

انعكاسات سياسية أوسع على المشهد الأمريكي

يشير مراقبون إلى أن دعم شخصيات سياسية مثل ممداني يعكس، بالإضافة إلى ذلك، تحولًا مهمًا في المشهد السياسي الأمريكي، وخصوصًا في ما يتعلق بعلاقة السياسيين بالنقابات. كما أن ذلك يشير إلى عودة النفوذ النقابي في قطاعات الخدمات، بعدما تراجع لعقود.

وفي الوقت نفسه، تظهر هذه الأزمة الضغوط المتزايدة التي تواجهها الشركات العالمية فيما يتعلق بظروف العمل وحقوق الموظفين. وعلى الرغم من أن ستاربكس تُعد من أكبر الشركات في قطاعها، إلا أنها لا تبدو بمنأى عن موجة المطالبات بالعدالة المهنية.

نظرة مستقبلية… هل يتوسع الإضراب؟

من المتوقع، على الرغم من محاولات التهدئة، أن تستمر موجة الإضرابات خلال الأسابيع المقبلة إذا لم يتم إحراز تقدم في التفاوض. كما يرجح مراقبون أن يتوسع الضغط السياسي على الشركة، خصوصًا إذا انضم المزيد من النواب التقدميين إلى حملة المقاطعة.

وفي النهاية، يبقى ملف ستاربكس مثالًا بارزًا على التوتر المتزايد بين الشركات الكبرى والعاملين في الولايات المتحدة، بينما تتابع النقابات – بعد ذلك – محاولاتها لتغيير موازين القوة داخل سوق العمل.