في مشهد سياسي ألماني يزداد توتراً، أثارت تصريحات مستشار ألمانيا فريدريش ميرتس، الذي دعا إلى “الوقوف بلا شروط مع إسرائيل”، موجة انتقادات واسعة.
وبالإضافة إلى ذلك، اعتبر سياسيون وأكاديميون أن هذا الخطاب يميل نحو التطرف، خاصة أنه يتعارض مع المبادئ التقليدية للسياسة الخارجية الألمانية القائمة على التوازن.
وعلاوة على ذلك، أشار محللون إلى أن تصريحات ميرتس جاءت في وقت حساس، بينما تواجه برلين انتقادات دولية بسبب موقفها من الحرب في غزة.
موقف معلن… وتناقض يكشف إشكاليات عميقة
رغم تأكيد ميرتس أن دعم إسرائيل “مسألة دولة”، إلا أن مضمون الخطاب كشف تناقضاً واضحاً.
فمن ناحية، يقدّم ميرتس دعماً سياسياً مطلقاً لإسرائيل، وهو موقف ينسجم مع الإرث التاريخي لألمانيا.
ومن ناحية أخرى، يدعو إلى “التهدئة”، ويتساءل عن أهداف العمليات الإسرائيلية في غزة، وهو ما يعكس اعترافاً مبطناً بوجود تجاوزات.
ولهذا السبب، رأى مراقبون أن الخطاب مزدوج المعايير، لأنه يرضي اليمين داخلياً، وفي الوقت نفسه يحاول الحفاظ على صورة ألمانيا كدولة تحترم القانون الدولي.
اتهامات بالتطرف… وانزياح نحو اليمين
واجه ميرتس انتقادات قوية من أوساط يسارية وأكاديمية.
وبالإضافة إلى ذلك، يرى منتقدوه أن تصريحاته تعكس:
- ميلاً نحو خطاب اليمين المتشدد.
- استخدام الملف الإسرائيلي لتعزيز نفوذه السياسي.
- تجاهلاً واضحاً للتقارير الدولية التي تشير إلى انتهاكات في غزة.
وبسبب ذلك، اعتبر محللون أن الحديث عن “الدعم المطلق بلا أي شروط” يتعارض مع المبادئ الأساسية للسياسة الخارجية الألمانية المبنية على الضغط الدبلوماسي واحترام حقوق المدنيين.
انتقادات أوروبية ودولية… وصورة ألمانيا على المحك
لم تقتصر الانتقادات على الداخل الألماني؛ بل امتدت إلى منظمات دولية وشخصيات أوروبية رفيعة.
وبالإضافة إلى ذلك، يرى هؤلاء أن خطاب ميرتس:
- يقوّض حياد ألمانيا في ملفات الشرق الأوسط.
- يخلط بين انتقاد سياسات إسرائيل ومعاداة اليهود، وهو خلط يرفضه كثير من السياسيين الأوروبيين.
- يضعف قدرة برلين على لعب دور الوسيط، خاصة لدى الدول العربية والخليجية.
وفي المقابل، يرى مراقبون أن تعليق ألمانيا لتصاريح تصدير أسلحة قد تُستخدم في غزة يتعارض مع الخطاب الرسمي، مما يكشف تناقضاً بين الأقوال والإجراءات العملية.
انعكاسات على العلاقة مع الشرق الأوسط والخليج
تثير تصريحات ميرتس أسئلة عديدة لدى دول الشرق الأوسط، ومنها الكويت ودول الخليج.
وبالإضافة إلى ذلك، يبحث مراقبون في مدى قدرة ألمانيا على حماية مصالحها الاقتصادية من دون الانجرار خلف خطاب سياسي متطرف.
كما يشير خبراء إلى أن هذا التوجه الجديد قد يضعف دور برلين في ملفات مثل إعادة الإعمار وملف اللاجئين.
وفي المقابل، تزداد الفجوة بين السياسة الأوروبية والرأي العام في العالم الإسلامي، نتيجةً لهذه المواقف الحادة.
خلاصة… أزمة خطاب تكشف تحولات داخلية
لا تُعد تصريحات ميرتس مجرد موقف من الحرب؛ بل هي انعكاس لتحولات أعمق داخل السياسة الألمانية.
فأولاً، تبرز صعود تيارات يمينية تضغط باتجاه خطاب أكثر حدّة.
وثانياً، يظهر تراجع ملحوظ في تقاليد الدبلوماسية الألمانية المبنية على الحياد النسبي.
وثالثاً، يتصاعد التوتر بين “إرث ألمانيا التاريخي تجاه إسرائيل” وبين “الالتزام بالقانون الدولي وحقوق الإنسان”.
وبسبب ذلك، يواجه ميرتس انتقادات جماهيرية وأممية كبيرة، بينما تُطرح تساؤلات عديدة حول قدرة ألمانيا على المحافظة على توازنها السياسي في منطقة شديدة الاضطراب مثل الشرق الأوسط.
وفي النهاية، يبدو أن “الدعم المطلق” بات مكلفاً على المستويين الداخلي والخارجي، في وقت تحتاج فيه ألمانيا إلى خطاب أكثر اتزاناً وانسجاماً مع مبادئها الدولية.

