أثار الطرح الأمريكي الأخير بشأن مستقبل قطاع غزة، والذي يتضمّن ترتيبات أمنية وسياسية جديدة، جدلًا واسعًا داخل الصحافة الأمريكية. بالإضافة إلى ذلك، ركّزت وسائل الإعلام على الانقسامات حول مدى قابلية تنفيذ الخطة، وموقف المجتمع الدولي منها، وتأثيراتها على الفلسطينيين والمنطقة.
تحفّظات دولية واسعة
ذكرت وكالة أسوشييتد برس (AP) أن الخطة الأمريكية تواجه اعتراضات مباشرة من الصين وروسيا ودول عربية في مجلس الأمن. كما أشارت الوكالة إلى أن نجاح الخطة يحتاج إلى “غطاء دولي واسع”، وهو ما يبدو غائبًا حتى الآن.
بالإضافة إلى ذلك، تصر واشنطن على لعب دور قيادي في مرحلة ما بعد الحرب، بينما تُعبّر أطراف عديدة عن خشيتها من أن يؤدي ذلك إلى توترات جديدة بدلًا من تهدئة الوضع على الأرض.
حقوق الفلسطينيين في قلب الانتقادات
على سبيل المثال، أبرزت عدد من الصحف الأمريكية أن الخطة، سواء تلك المتعلقة بإدارة غزة أو نشر قوة استقرار دولية، لم تُبنَ على توافق فلسطيني شامل. علاوة على ذلك، يتم طرحها كجزء من ترتيبات أمنية وسياسية “من الأعلى إلى الأسفل”.
كما ترى الصحف أن أي حلول لا تضع الفلسطينيين شركاء أساسيين قد تؤدي إلى أزمات سياسية جديدة بعد انتهاء العمليات العسكرية. لذلك، يعتبر إشراك الفلسطينيين أمرًا جوهريًا لضمان نجاح أي خطة.
تساؤلات أمريكية: هل الخطة قابلة للتنفيذ؟
ركزت التحليلات الأمريكية على عدة نقاط، منها:
- غياب الإجماع الدولي، خصوصًا بعد رفض الصين ومعارضة بعض الدول العربية.
- عدم وضوح آليات التنفيذ أو الجهة المسؤولة عن الملف الأمني على الأرض.
- المخاوف الإنسانية المتعلقة بتأجيل إعادة إعمار غزة أو إطالة معاناة المدنيين في حال تعثّر الاتفاق.
- البعد السياسي، إذ ترى بعض الصحف أن واشنطن تسعى لإعادة ترتيب الملف الفلسطيني-الإسرائيلي لتعزيز نفوذها الإقليمي.
تناول إعلامي يعكس لحظة سياسية حساسة
رصدت الصحف الأمريكية أن رفض الصين ونشر الإعلام الصيني تحليلات نقدية للخطة خلق “تقاطعات سياسية معقدة” في مجلس الأمن. في المقابل، شددت بعض التعليقات على أن الخطة تأتي في لحظة تحوّل استراتيجي في الشرق الأوسط، ما يجعل أي مشروع أحادي عرضة للاهتزاز السياسي.
وبالتالي، يبرز التوتر الدولي بشكل واضح، وهو ما يضع واشنطن أمام تحديات كبيرة قبل الشروع في أي خطوات عملية.
خلاصة المشهد في التغطية الأمريكية
تلخص الصحافة الأمريكية موقفها في النقاط التالية:
- الخطة الأمريكية تواجه معارضة دولية مؤثرة، خاصة من الصين وروسيا.
- هناك تساؤلات جدية حول شرعية الخطة دوليًا وفلسطينيًا.
- التنفيذ على الأرض يبدو معقدًا في ظل غياب توافق دولي وإقليمي.
- الإعلام الأمريكي يرى أن أي خطة لا تتوافق مع حل الدولتين وقرارات الأمم المتحدة ستظل قابلة للرفض والانهيار.
الطريق أمام الخطة الأمريكية
على الرغم من سعي واشنطن لتقديم إطار جديد للمرحلة المقبلة في غزة، فإن الصحافة الأمريكية تؤكد أن الطريق ما يزال طويلاً. أيضًا، من الحتمي أن تنطلق أي خطة ناجحة من الإرادة الفلسطينية والشرعية الدولية، وإلا فإنها ستواجه مقاومة محلية ودولية.
لذلك، تظل الخطة الأمريكية لقطاع غزة في قلب نقاش عالمي، وتسلط الضوء على تعقيدات السياسة الدولية في الشرق الأوسط، وسط بيئة غير مواتية وإصرار قوى كبرى على حماية مصالحها.
