ترامب يتراجع جزئيًا عن الرسوم الجمركية لخفض أسعار الغذاء في الأسواق الأميركية

وفق مصادر من البيت الأبيض، يأتي القرار كجزء من “استراتيجية أوسع لخفض الأسعار وتخفيف العبء عن المستهلك الأميركي”. وعلى الرغم من ذلك، تؤكد تقارير اقتصادية أن معدلات التضخم المرتفعة أثرت مباشرة في أسعار المواد الغذائية، وهو ما دفع الإدارة، نتيجةً لذلك، إلى إعادة النظر في سياساتها الجمركية.

ويشير مراقبون إلى أن القرار يمثل تراجعًا عمليًا عن سياسة الرسوم التي طبقتها إدارة ترامب خلال العامين الماضيين. إذ يرى الاقتصاديون أن هذه الرسوم ساهمت، في المقابل، في رفع أسعار الغذاء لمستويات غير مسبوقة. وبالتالي، اضطرت الإدارة إلى تعديل المسار تحت ضغط داخلي يتزايد يومًا بعد يوم.

توقعات الخبراء… انخفاض تدريجي لا فوري

يتوقع خبراء الاقتصاد في واشنطن أن ينعكس القرار، بعد ذلك، على انخفاض أسعار عدد من السلع الاستهلاكية. ومع ذلك، يشددون على أن التراجع لن يكون شاملًا، على الرغم من تخفيف الرسوم. ويرجع ذلك إلى عوامل أخرى مؤثرة، مثل:

• تكاليف الشحن
• أسعار الطاقة
• اضطرابات سلاسل التوريد العالمية

وبالتالي، فإن الانخفاض المحتمل سيأتي تدريجيًا، وليس بالسرعة التي قد يتوقعها المستهلك الأميركي.

انعكاسات دولية… ترحيب من الدول المصدّرة

على الصعيد الدولي، رحّبت عدة دول مصدّرة للغذاء بهذا القرار. كما رأت أنه قد يعيد التوازن إلى حركة التجارة الغذائية العالمية. ومن ثم، قد يدعم المنتجين الخارجيين عبر تسهيل دخول سلعهم إلى السوق الأميركية التي تعد الأكبر عالميًا.

وتجدر الإشارة إلى أن أسواق العالم تمر، في الوقت نفسه، بمرحلة من التقلبات الواسعة في أسعار السلع الأساسية. وبالإضافة إلى ذلك، تواجه هذه الأسواق تحديات تتعلق بالنقل وسلاسل التوريد.

تحول واضح في سياسة ترامب التجارية

يمثّل هذا القرار واحدًا من أبرز التحولات في سياسة إدارة ترامب التجارية لعام 2025. وعلى الرغم من أن الرئيس الأميركي تمسّك طويلًا بسياسة الرسوم الجمركية العالية، إلا أن الضغوط الاقتصادية الداخلية دفعت، في المقابل، إلى تعديل النهج.

ويصف محللون هذا التعديل بأنه نقطة انعطاف في إدارة الملف الاقتصادي، خصوصًا أنه يأتي في توقيت حساس تشهد فيه الأسواق العالمية تغيرات سريعة.

خلاصة

باختصار، يُعد قرار إلغاء الرسوم الجمركية على مئات السلع الغذائية خطوة قد تخفف العبء على المستهلك الأميركي، كما قد تمنح دفعة جديدة للتجارة الدولية. ومع ذلك، فإن النتائج النهائية تعتمد، بالإضافة إلى القرار، على عوامل عدة تتعلق بالشحن والطاقة وتوازن العرض والطلب عالميًا.