الأربعاء - 2025/11/19 3:25:17 مساءً

NE

News Elementor

هذا الموقع بــرعاية

الصين تواجه فائض فول الصويا وتعيد رسم خريطة التجارة الزراعية

محتوي الخبر

تواجه الصين حالياً فائضاً كبيراً في مخزون فول الصويا بعد استيراد كميات قياسية خلال الأشهر الماضية. ويهدد هذا الفائض بانخفاض الطلب على الواردات الأميركية، رغم التحسن في العلاقات التجارية بين البلدين، وفق تقارير اقتصادية حديثة.

زيادة مفرطة في المخزون لأسباب استراتيجية

أقدمت بكين على شراء كميات ضخمة من فول الصويا تجاوزت احتياجاتها الفعلية. جاء ذلك ضمن خطتها لتقوية الأمن الغذائي وتعزيز سلاسل الإمداد.
كما تسعى الصين إلى حماية سوقها المحلية من تقلبات الأسعار العالمية. ولهذا السبب، وسّعت عمليات التخزين الاستراتيجي لتأمين السلع الأساسية في حالات الأزمات أو التوترات الجيوسياسية.

بالإضافة إلى ذلك، تفضّل الحكومة الاعتماد على الإنتاج المحلي متى أمكن، لتقليل الانكشاف أمام أي ضغوط خارجية.

تراجع الواردات الأميركية

تأمل الولايات المتحدة منذ فترة في استعادة حصتها من السوق الصينية بعد سنوات من التوتر التجاري. لكن الواقع الجديد في الصين قلّل فرص ذلك.
فانخفاض الاستهلاك المحلي، إلى جانب ارتفاع الإنتاج المحلي، خفّض الحاجة إلى الاستيراد من الخارج.
ونتيجة لذلك، قد تشهد الصادرات الأميركية من فول الصويا تراجعاً ملحوظاً خلال الأشهر المقبلة.

في المقابل، يمنح هذا الوضع الصين مرونة أكبر في إدارة علاقاتها التجارية. فهي الآن أقل اعتماداً على السلع الأميركية الحساسة، ويمكنها اتخاذ قراراتها وفق أولوياتها الاقتصادية والسياسية.

سياسة تنويع واضحة

تعمل الصين على تنويع مصادر استيرادها بشكل واسع. فقد وقّعت اتفاقيات طويلة الأمد مع البرازيل والأرجنتين لضمان تدفق فول الصويا بشكل مستقر.
علاوة على ذلك، توسّع الصين قدراتها التخزينية داخل البلاد. هذه السياسة تمنحها قدرة أكبر على مواجهة الأزمات المفاجئة في الأسواق العالمية.

على سبيل المثال، ساعدها التخزين الواسع خلال أزمة الشحن البحري الأخيرة على تجنّب نقص في الإمدادات. كذلك، مكّنها التنوع في الموردين من التفاوض بشروط أفضل مع الشركات الأميركية.

انعكاسات اقتصادية عالمية

سيؤثر الفائض الصيني على أسعار الأعلاف والزيوت النباتية حول العالم. فحين يقل الطلب الصيني، تنخفض الأسعار في الأسواق الدولية.
لكن، في الوقت نفسه، قد يسبب تغيّر مسار التجارة اضطرابات مؤقتة لدى الدول المصدّرة. ولذلك، تراقب الحكومات والشركات الزراعية الوضع عن كثب لتعديل خططها المستقبلية.

من ناحية أخرى، تستفيد بعض الدول النامية من هذا التحول. إذ يمكنها ملء الفجوة في السوق الأميركية أو الأوروبية بتصدير منتجاتها بأسعار تنافسية.

مستقبل العلاقة التجارية بين بكين وواشنطن

تتجه الأنظار الآن نحو بكين وواشنطن. ويرى محللون أن تأثير الفائض الصيني لن يتوقف عند فول الصويا فحسب، بل سيمتد إلى منتجات زراعية أخرى.
ومع ذلك، لا يبدو أن الصين تنوي الدخول في مواجهة تجارية جديدة. فهي تفضّل إدارة فائضها بهدوء ضمن إطار طبيعي لتوازن العرض والطلب.

وفي النهاية، يعكس هذا المشهد تحولاً أعمق في الاقتصاد العالمي، حيث تتجه الدول الكبرى إلى الاعتماد الذاتي وتقوية احتياطاتها الغذائية. وبذلك، تعيد الصين رسم خريطة التجارة الزراعية ببطء ولكن بثبات.

الاكثر قراءة

اشترك معنا

برعايـــة

حقوق النشر محفوظة لـ أخبار الكويت © 2025
تم تصميمه و تطويره بواسطة

www.enogeek.com