في مشهد وطني مؤثر، رعى حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح صباح اليوم (الثلاثاء) حفل تكريم المعلمين والمدارس المتميزة بمناسبة اليوم العالمي للمعلم للعامين الدراسيين 2023 – 2024 و2024 – 2025.
أُقيم الحفل على مسرح الشيخ عبدالله الجابر الصباح في جامعة عبدالله السالم بمنطقة الشويخ.
كما حضر المناسبة سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد العبدالله، وعدد من كبار المسؤولين في الدولة.
التعليم… طريق العزة والنهضة
بدأ الحفل بالنشيد الوطني وتلاوة آياتٍ من القرآن الكريم.
ثم ألقى وزير التربية الدكتور جلال الطبطبائي كلمة عبّر فيها عن الشكر والعرفان للرعاية الأميرية الكريمة.
وأكد أن التعليم هو طريق العزة، والمعلم عماد النهضة وحارس الهوية الوطنية.
وأضاف الوزير أن توجيهات سمو الأمير كانت دائمًا منارة تهدي مسيرة التعليم في الكويت.
وشدد على أن بناء الإنسان يمثل أسمى استثمار للوطن.
كما أوضح أن الوزارة جعلت الهوية الوطنية محورًا رئيسيًا في المناهج والخطط التربوية.
وتهدف هذه الخطط إلى تنشئة جيلٍ يعتز بوطنه وينفتح على العالم بثقة وأصالة.
خطة إصلاح التعليم 2025 – 2027
أشار الوزير إلى أن الوزارة تمضي بثبات في تنفيذ خطة إصلاح التعليم 2025 – 2027.
وتهدف هذه الخطة إلى تحقيق تعليم نوعي ومستدام يواكب تطلعات الكويت المستقبلية.
وترتكز الخطة على ثلاثة محاور رئيسية:
- تعزيز الحوكمة وترسيخ مبادئ الشفافية والانضباط.
- الحد من الهدر المالي في قطاعات التعليم.
- تطوير المنظومة التربوية لتصبح أكثر كفاءة واستدامة.
بالإضافة إلى ذلك، أشار الطبطبائي إلى أن الوزارة تركّز على التحول الرقمي في المدارس وتحديث بنيتها التحتية.
كما تتعاون مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) لتطوير كفاءة الكوادر الوطنية.
ويأتي ذلك ضمن مشروع رخصة المعلم الذي يهدف إلى رفع جودة الأداء التربوي.
المعلمون… صُنّاع المجد وبُناة المستقبل
في كلمة المكرّمين، عبّر المعلم خليل الحربي عن فخره واعتزازه بهذا التكريم السامي.
وقال إن وجود سمو الأمير بين المعلمين وسام شرف واعتزاز.
وأشار إلى أن هذا التكريم يجسّد رؤية القيادة السياسية في دعم مكانة المعلم.
وأضاف أن المعلم هو من يزرع القيم ويبني الأجيال القادرة على مواكبة التطور العلمي والتقني.
وبين الحربي أن المعلمين في الكويت يحملون رسالة وطنية عظيمة.
فهم يربّون أجيالًا تفخر بانتمائها وتعمل من أجل رفعة الوطن.
وبذلك، يُسهم التعليم في ترسيخ دعائم التنمية والنهضة الوطنية.
رسالة وفاء من وزير التربية
وفي ختام كلمته، وجّه الدكتور الطبطبائي رسالة تقدير إلى المعلمين والمعلمات.
قال فيها: «لقد حملتم رسالة الأنبياء ومنحتم ميادين العلم عطاءً لا ينضب. أنتم القدوة في الإخلاص والنموذج في العطاء».
وأضاف: «كل نجاح يحققه طلابنا ثمرة معلمٍ مؤمن برسالته. أنتم من يصوغ للوطن مجده ويصنع مستقبله».
وأكد الوزير أن القيادة الكويتية تولي المعلمين اهتمامًا خاصًا، وتعتبرهم الركيزة الأساسية في نهضة الكويت الحديثة.
تكريم للكويت ورؤية لمستقبلها
اختتم الوزير كلمته بالتأكيد على أن تكريم سمو الأمير للمعلمين هو تكريم للكويت ورسالتها.
وأوضح أن التعليم هو الطريق نحو الازدهار والتقدم، وأن الهوية الوطنية هي السور الذي يحمي التنمية.
وفي ختام الحفل، قدّم المسؤولون هدية تذكارية إلى سمو الأمير تعبيرًا عن الامتنان والتقدير.
بعد ذلك، غادر سموه موقع الحفل وسط حفاوة كبيرة وتصفيقٍ حارّ.
كويت جديدة برؤية تربوية
يعكس هذا التكريم الأميري التزام الدولة برؤية “كويت جديدة 2035”.
فهي رؤية تجعل من الإنسان المبدع عماد التنمية وركيزة النهضة الوطنية.
ومن ثم، تؤكد القيادة السياسية أن الاستثمار في المعلم هو استثمار في مستقبل الوطن.
وبفضل هذا الاهتمام، سيبقى التعليم في الكويت منارة تضيء طريق التقدم والازدهار.

