«بلاك روك» في قلب أزمة الائتمان الخاص الأمريكية

تواجه شركة «بلاك روك» (BlackRock)، أكبر مدير أصول في العالم، أزمة مالية جديدة في قطاع الائتمان الخاص بالولايات المتحدة. إذ تكبدت الشركة خسارة كبيرة في أحد قروضها الخاصة، كما اضطرت إلى تصفية صندوق استثماري اجتماعي استثمر في شركة إقراض سيارات متعثرة تُعرف باسم Tricolor Holdings.

بداية الأزمة: إفلاس Tricolor

بدأت الأزمة في سبتمبر 2025 عندما أعلنت شركة Tricolor إفلاسها بعد فشلها في سداد ديونها. على الرغم من أنها كانت نموذجًا للاستثمار «المسؤول اجتماعياً»، إلا أن المستثمرين تكبدوا خسائر.
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت تقارير فايننشال تايمز أن صندوق BlackRock Impact Opportunities Fund استثمر بشكل كبير في Tricolor، ما دفع «بلاك روك» لتصفية الصندوق وإيقاف استقبال الاستثمارات الجديدة.

ثم في نوفمبر، أفادت وكالة بلومبيرغ بأن الشركة خسرت 100٪ تقريبًا في قرض آخر لمحفظتها، موجه لشركة Renovo Home Partners، بعد تدهور أوضاعها وإعلان إفلاسها.

ردود «بلاك روك» وتحذيرات المحللين

أكدت «بلاك روك» أن الخسائر «محدودة» و«لا تهدد النظام المالي». مع ذلك، يرى محللون أن الوضع يمثل جرس إنذار مبكر لقطاع الائتمان الخاص، الذي نما بسرعة خارج الرقابة المصرفية التقليدية.

على سبيل المثال، حذر الاقتصادي محمد العريان من أن الأسواق الأمريكية تظهر مؤشرات شبيهة بما قبل أزمة 2008. كذلك، وصف محافظ بنك إنجلترا الوضع الحالي بأنه «جرس إنذار لا يجب تجاهله».

مخاطر الائتمان الخاص: بين العائد والمخاطرة

يعتبر الائتمان الخاص من أسرع القطاعات المالية نموًا عالميًا. علاوة على ذلك، تمنح الصناديق الاستثمارية قروضًا للشركات مباشرة بعيدًا عن البنوك مقابل عوائد مرتفعة.
لكن في المقابل، يعاني القطاع من انخفاض الشفافية، وتعقيد الهياكل المالية، واستخدام ضمانات يصعب التحقق من مصداقيتها. لذلك وصف بعض المحللين السوق بأنها «قنبلة مؤجلة» قد تنفجر حال زيادة حالات التعثر أو الاحتيال.

انعكاسات محتملة على الأسواق الخليجية

من منظور كويتي وخليجي، أي اضطراب في ثقة المستثمرين بالصناديق العالمية الكبرى مثل «بلاك روك» قد يشدد شروط التمويل عالميًا ويزيد كلفة الاقتراض.
مع ذلك، تمتلك دول الخليج احتياطيات قوية وبيئة مالية مستقرة بفضل ارتباط عملاتها بالدولار. بالإضافة إلى ذلك، يعزز الالتزام بالشفافية والحوكمة في المشاريع الكبرى استمرار تدفقات الاستثمار الأجنبي، بما يتماشى مع رؤية الكويت 2035.

خلاصة «أخبار الكويت»: هل الأزمة محدودة أم بداية موجة عالمية؟

حتى الآن، تبدو الأزمة محدودة، لكنها تكشف نقاط ضعف هيكلية في قطاع الائتمان الخاص الذي يعمل بعيدًا عن الرقابة التنظيمية.
نتيجةً لذلك، مع استمرار ارتفاع أسعار الفائدة وتزايد حالات التعثر، يبقى السؤال: هل أزمة «بلاك روك» مجرد حادث منفصل، أم مقدمة لأزمة مالية جديدة شبيهة بعام 2008؟