أثارت تقارير إعلامية دولية جدلاً واسعاً بعد تداول أنباء عن اقتراب سفن حربية روسية من سواحل فنزويلا. في المقابل، وُصفت هذه الخطوة بأنها رسالة استراتيجية لموازنة النفوذ الأميركي في منطقة الكاريبي.
تحركات روسية رمزية أم فعلية؟
ذكرت قناة «ناديكودي نادين» على «يوتيوب» أن سفنًا تابعة للبحرية الروسية وصلت فعليًا إلى المياه الإقليمية الفنزويلية. بالإضافة إلى ذلك، تحدثت وسائل إعلام روسية، مثل موقع EADaily، عن تحركات بحرية رمزية تعكس تضامن موسكو مع حكومة الرئيس نيكولاس مادورو في مواجهة الضغوط الأميركية.
على سبيل المثال، هذه التحركات قد ترمز إلى تأكيد موسكو على قوتها في نصف الكرة الغربي، دون أن تعني بالضرورة تمركزًا دائمًا في موانئ كاراكاس.
غياب التأكيدات الرسمية
في المقابل، لم تصدر أي تأكيد رسمي من وزارة الدفاع الروسية أو السلطات الفنزويلية بشأن وجود دائم للسفن الحربية في فنزويلا. بينما أشارت مصادر في موسكو إلى أن النشاط البحري الجاري في البحر الكاريبي يدخل ضمن المناورات الاعتيادية والتعاون العسكري المعلن بين البلدين.
بالإضافة إلى ذلك، تظل هذه المعلومات محل مراقبة من قبل الخبراء الدوليين، نظرًا لتصاعد التوتر بين موسكو وواشنطن.
تسليم منظومات دفاع جوي
ثم تزامن الجدل مع إعلان روسيا تسليم منظومات دفاع جوي من طراز “بانتسير إس-1″ و”بوك إم2” إلى فنزويلا عبر طائرات شحن عسكرية. كذلك أكدت تقارير لوكالة رويترز وموقع بيزنس إنسايدر هذه الخطوة.
نتيجةً لذلك، يرى محللون أن هذه التحركات تحمل دلالات سياسية عميقة. علاوة على ذلك، تعكس عودة أجواء الحرب الباردة إلى مناطق النفوذ التقليدية لكلا القوتين.
فنزويلا كبوابة استراتيجية
ويشير محللون إلى أن فنزويلا تمثل بالنسبة لروسيا “بوابة استراتيجية في النصف الغربي من الكرة الأرضية”. على سبيل المثال، جاءت هذه الخطوة بعد تعزيز العلاقات العسكرية والاقتصادية بين كاراكاس وموسكو خلال السنوات الأخيرة.
في المقابل، تواصل الولايات المتحدة فرض عقوبات واسعة على حكومة مادورو. لذلك، فإن أي تحركات روسية، سواء كانت رمزية أو فعلية، تكتسب وزنًا سياسيًا وجيوسياسيًا كبيرًا.
مرحلة جديدة من التنافس الجيوسياسي
على الرغم من غياب التأكيدات الرسمية حول الوجود البحري الروسي في فنزويلا، يرى مراقبون أن تداول مثل هذه الأنباء يعكس مرحلة جديدة من التنافس الجيوسياسي المفتوح بين الشرق والغرب.
ثم، يمتد هذا التنافس ليشمل مياه الكاريبي، بعيدًا عن الحدود التقليدية لأوكرانيا. كذلك يوضح هذا الوضع أهمية فنزويلا كعنصر محوري في استراتيجية موسكو لمواجهة النفوذ الأميركي.
