شهدت الحدود الروسية الأوكرانية ليلةً جديدة من التوتر، بعدما نفذت القوات الأوكرانية هجمات على مواقع حيوية داخل الأراضي الروسية. وأكدت شبكة ABC News ووسائل إعلام روسية أن الهجمات تسببت في انقطاع الكهرباء والتدفئة عن مدينتي فورونيج وبيلغورود.
حرائق وأضرار في محطة الطاقة
قالت السلطات الروسية إن صواريخ ومسيرات أوكرانية أصابت محطة طاقة حرارية كبيرة. ونتيجةً لذلك، اندلعت حرائق واسعة أدت إلى توقف الكهرباء عن عشرات الآلاف من السكان.
تحركت فرق الطوارئ بسرعة للسيطرة على النيران وإصلاح الأضرار. كما بدأت إعادة الخدمات تدريجيًا، بينما استمرت الانقطاعات في بعض الأحياء لساعات طويلة.
بالإضافة إلى ذلك، نقلت السلطات مئات العائلات من المناطق القريبة خوفًا من تجدد الانفجارات.
كييف تصمت ومحللون يفسرون التحول
حتى الآن، لم تصدر كييف أي تعليق رسمي على العملية. ومع ذلك، يرى مراقبون أن الجيش الأوكراني غيّر أسلوبه في القتال.
فبدلًا من التركيز على الجبهات المباشرة، بدأ باستهداف البنى التحتية داخل العمق الروسي، بهدف إضعاف الجبهة الداخلية لموسكو وإرباك خطوط الإمداد.
على سبيل المثال، يشير خبراء عسكريون إلى أن ضرب محطات الطاقة يقلل قدرة روسيا على تشغيل قواعدها خلال الشتاء، وهو عامل قد يؤثر في مجريات الحرب.
تهديد روسي برد قاسٍ
في المقابل، أعلن مسؤولون روس أن بلادهم سترد على هذه الهجمات بـ“قوة غير مسبوقة”. وأوضحوا أن الجيش الروسي يجهز لعمليات انتقامية تستهدف منشآت عسكرية داخل أوكرانيا.
علاوة على ذلك، ازدادت التحذيرات في موسكو من تصعيد كبير خلال الأسابيع المقبلة. ويأتي ذلك في وقت حساس، مع اقتراب فصل الشتاء وتراجع إمدادات الطاقة في المناطق المتضررة.
جمود سياسي وتخوف دولي
تشهد الأزمة الأوكرانية ركودًا واضحًا في المسار الدبلوماسي. فالمفاوضات بين الجانبين توقفت منذ أشهر، بينما تتراجع فرص الوصول إلى اتفاق سلام شامل.
بالإضافة إلى ذلك، تعبر منظمات دولية عن قلقها من تحول الحرب إلى نزاع استنزاف طويل الأمد يرهق روسيا وأوكرانيا معًا.
على سبيل المثال، أوضح تقرير صادر عن معهد ستوكهولم للسلام الدولي أن استمرار الصراع يؤثر سلبًا على الاقتصاد العالمي وأسواق الطاقة.
آثار اقتصادية متزايدة
نتيجةً لهذه الأحداث، ارتفعت أسعار النفط والغاز في الأسواق العالمية. ويعزو محللون هذا الارتفاع إلى المخاوف من توسع الصراع أو استهداف منشآت الطاقة في دول أخرى.
كما ازدادت تكاليف النقل والشحن في أوروبا، في حين تبحث الحكومات الغربية عن مصادر بديلة للطاقة قبل حلول الشتاء.
بالإضافة إلى ذلك، يرى خبراء اقتصاديون أن استمرار التوتر بين موسكو وكييف سيُعمّق أزمة التضخم العالمية ويؤثر في معدلات النمو خلال عام 2026.
المشهد العام
باختصار، تدخل الحرب الروسية الأوكرانية مرحلة أكثر خطورة. فكل طرف يحاول فرض واقع جديد قبل الشتاء القارس.
وفي الوقت نفسه، تتزايد الدعوات الدولية للتهدئة والحوار، لكن العمليات الميدانية تؤكد أن التصعيد لا يزال مستمرًا.
لذلك، يخشى كثيرون من أن يكون الشتاء القادم الأصعب على أوروبا منذ عقود، سواء في الميدان العسكري أو في أسواق الطاقة.

