في خطوة وصفها المحللون بأنها تحول استراتيجي، دشّنت جمهورية الصين الشعبية رسميًا ثالث حاملة طائرات في أسطولها البحري. أقامت الصين احتفالًا مهيبًا في ميناء “سانيا” بمقاطعة هاينان جنوب البلاد، وحضر الرئيس شي جين بينغ وعدد من كبار القادة العسكريين.
أحدث تقنيات الحاملة البحرية
أطلقت الصين الحاملة الجديدة باسم “فوجيان (Fujian)”، وهي الأكثر تطورًا في أسطولها. بالإضافة إلى ذلك، جهزت الحاملة لأول مرة بنظام المقاليع الكهرومغناطيسية (EMALS) لإطلاق الطائرات. هذا النظام يمكّنها من تشغيل طائرات أثقل وأكثر تجهيزًا، على غرار حاملات الطائرات الأمريكية الحديثة.
على سبيل المثال، يمكن للحاملة إطلاق مقاتلات وبوارج محملة بأسلحة متقدمة. هذا يعزز قدرتها على تنفيذ مهام بعيدة المدى بكفاءة أعلى.
تعزيز النفوذ البحري الصيني
تسعى الصين من خلال هذه الحاملة إلى تعزيز قدراتها العسكرية والبحرية. لذلك، ركّزت بكين على توسيع نفوذها في المحيطين الهادئ والهندي. يأتي ذلك في ظل التوترات المتزايدة في بحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان.
في المقابل، يرى المحللون أن هذه الحاملة ترسل رسالة واضحة إلى القوى الكبرى: الصين تمتلك قوة بحرية قادرة على حماية مصالحها التجارية والاقتصادية حول العالم. علاوة على ذلك، تمثل الحاملة جزءًا من مشروع “الحزام والطريق البحري” الذي يربط آسيا بأفريقيا وأوروبا.
المخاطر والتحديات المحتملة
مع ذلك، حذّرت تقارير دولية من أن هذه الخطوة قد تزيد التنافس البحري في آسيا. بينما تتقاطع مصالح الصين مع الولايات المتحدة واليابان والهند، يمكن أن يؤدي ذلك إلى سباق تسلح جديد في المنطقة.
الأبعاد الاقتصادية وتأثيرها على التجارة العالمية
من ناحية أخرى، يتوقع الخبراء أن توسع القوة البحرية الصينية يعزز أمن خطوط الملاحة الدولية. نتيجةً لذلك، قد يؤثر ذلك على حركة التجارة والطاقة، خاصة عبر الممرات البحرية الحيوية التي تمر من المحيطات إلى الخليج العربي.
لذلك، تمثل حاملة الطائرات “فوجيان” أكثر من مجرد إضافة للأسطول. إنها عنصر مؤثر في الاستراتيجية البحرية والاقتصادية للصين.
السباق البحري العالمي
أخيرًا، تعلن الصين بدخول مرحلة جديدة من سباق القوة البحرية. على الرغم من ذلك، يشهد العالم منافسة متزايدة للسيطرة على طرق التجارة والممرات البحرية الحيوية. لذلك، يظل البحر ساحة مركزية للتنافس بين القوى الكبرى، حيث تتقاطع المصالح الاقتصادية والاستراتيجية في الوقت نفسه.

