الكونغرس الأمريكي يبحث إنهاء الإغلاق الحكومي وسط تهديدات ترامب لـ“أوباما كير”

في تطور سياسي لافت داخل الولايات المتحدة، عقد مجلس الشيوخ الأمريكي جلسة نادرة اليوم الأحد لمحاولة إنهاء الإغلاق الحكومي. أدت الأزمة إلى شلل في مؤسسات الدولة واضطراب في المطارات، بينما تتصاعد الخلافات بين الجمهوريين والديمقراطيين حول موازنة الإنفاق الفيدرالي.

جلسة نادرة وسط ضغوط متزايدة

أفادت تقارير CBS News أن زعيم الأغلبية الديمقراطية دعا إلى الجلسة تحت ضغط شعبي متزايد. تسعى الإدارة الأمريكية لإيجاد تسوية تُعيد فتح المؤسسات وتحدّ من الخسائر الاقتصادية.
لكن المفاوضات ما زالت متعثرة. يرفض كل طرف التنازل عن مطالبه المالية، كما يختلفان بشأن تمويل الرعاية الصحية والضرائب. بالإضافة إلى ذلك، يتبادل الطرفان الاتهامات بالمسؤولية عن تعطيل الحكومة.

ترامب يهاجم “أوباما كير” ويقترح بديلًا نقديًا

في خضم الأزمة، صعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من لهجته. دعا إلى إلغاء برنامج “أوباما كير” واستبداله بدعم نقدي مباشر للأفراد. وقال ترامب إن النظام الحالي يرهق الموازنة ويقيد حرية المواطنين في اختيار الخدمات الصحية.
ويرى مراقبون أن تصريحاته تزيد الانقسام داخل الحزب الجمهوري. كما أنها تثير جدلاً حول مستقبل النظام الصحي الأمريكي قبل الانتخابات المقبلة.

آثار الإغلاق على المؤسسات والخدمات

يُعد الإغلاق الحالي الأطول منذ عام 2019. تضرر أكثر من مليون موظف حكومي بسبب توقف الرواتب والخدمات. توقفت أيضًا برامج النقل والضرائب والمطارات.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل قطاعات الأمن والرقابة الجوية بموارد محدودة. نتيجة لذلك، تراجعت ثقة الأسواق بالاقتصاد الأمريكي. لذلك، حذّر خبراء من تأثير الأزمة على النمو وفرص العمل.

تداعيات خارجية وسياسية

يرى محللون أن استمرار الشلل الحكومي يضعف صورة الولايات المتحدة دوليًا. ويؤكدون أن الجمود السياسي يُقيد قدرة واشنطن على إدارة ملفات مهمة، مثل دعم أوكرانيا والتوتر في الشرق الأوسط.
في المقابل، يدعو البعض إلى حلول وسط تحفظ توازن الإنفاق وتعيد الثقة في مؤسسات الدولة. ومع ذلك، يبقى الخلاف حول أولويات التمويل أحد أكبر العقبات أمام الاتفاق.

انعكاسات على دول الخليج

تمتد آثار الأزمة إلى دول الخليج العربي التي ترتبط بعلاقات اقتصادية قوية مع واشنطن. انخفاض النشاط الاقتصادي الأمريكي قد يقلل الطلب على النفط ويؤثر على الأسعار.
مع ذلك، تملك دول الخليج أدوات مالية متينة تساعدها على مواجهة أي تذبذب عالمي. بالإضافة إلى ذلك، تسعى لتعزيز تنويع اقتصاداتها لتقليل الاعتماد على السوق الأمريكي.

اختبار جديد للنظام السياسي الأمريكي

تمثل أزمة الإغلاق اختبارًا لقدرة النظام السياسي في واشنطن على تجاوز الانقسام الداخلي. يطالب الديمقراطيون بحماية البرامج الاجتماعية، بينما يدفع الجمهوريون نحو خفض الإنفاق.
في الوقت نفسه، يطالب المواطنون بحل سريع يعيد العمل في المؤسسات ويوقف الخسائر اليومية. لذلك، يترقب الشارع الأمريكي ما إذا كان الكونغرس سينجح في إنهاء الأزمة قريبًا أم سيستمر الشلل الفيدرالي لأيام إضافية.