في تطور جديد يجمع بين المال والسياسة الرقمية، وافق مساهمو شركة «تسلا» الأميركية على حزمة تعويض مالية ضخمة.
قد تجعل هذه الحزمة الملياردير إيلون ماسك أول شخص في التاريخ تصل ثروته إلى تريليون دولار.
وجاءت هذه المعلومات وفقًا لما نشرته شبكة PBS الأميركية.
خطة مكافآت تاريخية في «تسلا»
صوّت المساهمون لصالح خطة مكافآت استثنائية تشمل أسهماً ضخمة ومكافآت نقدية.
ترتبط هذه المكافآت بأداء الشركة خلال السنوات المقبلة.
بالإضافة إلى ذلك، تهدف الخطة إلى رفع قيمة «تسلا» السوقية وتحقيق أهداف طموحة في مجال السيارات الكهربائية.
كما تسعى إلى التوسع في مجالات الروبوتات والذكاء الاصطناعي والطاقة المستدامة.
وبذلك، تعزز الخطة مكانة ماسك كرائد أعمال عالمي ونموذج للتأثير الاقتصادي المتسارع.
نفوذ سياسي متزايد عبر المنصّات الرقمية
في المقابل، حذّر محللون سياسيون في تقرير نشرته صحيفة The Guardian من تصاعد نفوذ ماسك السياسي.
وأوضحوا أنه يستخدم منصّاته الرقمية، مثل «إكس» (تويتر سابقًا)، لتوجيه النقاشات العامة.
كما أنه يتبنى مواقف قريبة من التيارات اليمينية في الغرب.
وبالإضافة إلى ذلك، أصبح ماسك يؤثر في صياغة الرأي العام حول القضايا الدولية الكبرى.
ويرى الخبراء أن هذا التأثير يتجاوز حدود الاقتصاد، ليصل إلى صناعة القرار السياسي والإعلامي.
تلاشي الحدود بين الثروة والسلطة
أكد التقرير أن تحركات ماسك الأخيرة تُظهر تلاشي الحدود بين الثروة والسلطة السياسية.
فهو يتفاعل مع زعماء دول ويناقش قضايا استراتيجية علنًا عبر «إكس».
ولذلك، يرى المحللون أن هذه الظاهرة تثير قلقًا واسعًا في الأوساط الديمقراطية.
فبسبب ضخامة ثروته، يستطيع ماسك التأثير في النقاشات العامة بوسائل لا يملكها السياسيون التقليديون.
نتيجةً لذلك، يتساءل كثيرون عن دور الشركات الكبرى في توجيه السياسات العالمية.
ماسك لاعب محوري في عصر التكنولوجيا والسلطة
من ناحية أخرى، يؤكد خبراء الاقتصاد أن ثروة ماسك تمنحه نفوذًا غير مسبوق.
فهو قادر على تمويل مشاريع سياسية وإعلامية تتجاوز الحدود الجغرافية.
وعلاوة على ذلك، يجمع بين النفوذ المالي والتأثير الرقمي، مما يجعله لاعبًا رئيسيًا في السياسة الدولية.
وبمعنى آخر، بات يمثل جسرًا بين التكنولوجيا والسلطة، في عالم يزداد ترابطًا رقميًا واقتصاديًا.
كما أن توسع «تسلا» و«سبيس إكس» و«إكس» يعزز صورته كقائد لحقبة جديدة من النفوذ التكنولوجي العالمي.
تحليل «أخبار الكويت»: القوة الناعمة الرقمية
يرى تحليل «أخبار الكويت» أن صعود ماسك يجسد قوة ناعمة رقمية جديدة.
فهو يستخدم الابتكار الاقتصادي كأداة للتأثير السياسي والإعلامي.
بالإضافة إلى ذلك، تعكس تجربته تحولات كبرى في مفهوم القيادة والسلطة.
إذ يعاد اليوم رسم التوازن بين القطاع الخاص وصنع القرار الدولي.
كما تلعب المنصّات الرقمية دورًا محوريًا في تشكيل الرأي العام وتوجيه النقاشات.
ولذلك، يتوقع المراقبون أن تزداد قوة الأفراد المؤثرين في توجيه مسار السياسات العالمية.
وفي النهاية، لا يبدو أن إيلون ماسك سيتوقف عند حدود التكنولوجيا.
فقد أصبح جزءًا من معادلة السياسة والاقتصاد العالمي.
وبسبب موقعه الفريد، قد يشهد العالم قريبًا مرحلة جديدة تتداخل فيها الثروة مع السلطة الرقمية.
