أثارت القمة الأخيرة بين الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأميركي دونالد ترامب جدلاً واسعًا. لم يذكر المشاركون ملف تايوان في جدول المحادثات الرسمية. وصف مراقبون ذلك بـ “الصمت الاستراتيجي” من بكين تجاه قضية حساسة في العلاقات الصينية – الأميركية.
الصمت الاستراتيجي الصيني
ذكرت صحيفة South China Morning Post أن الصين لم تذكر تايوان في البيان الختامي. بالإضافة إلى ذلك، أبقت بكين خيارات الرد مفتوحة إذا استمرت الولايات المتحدة بدعم الجزيرة.
يرى محلّلون أن الصمت لا يعني تراجعًا صينيًا. بل على العكس، يمثل تحولًا في التكتيك الدبلوماسي. فعلى سبيل المثال، تلجأ الصين إلى الضغوط غير المباشرة مثل المناورات الجوية والاقتصادية. كما أن بكين تراقب عن كثب ردود الفعل الأميركية والإقليمية قبل اتخاذ أي خطوة تصعيدية.
التوتر العسكري حول مضيق تايوان
زاد النشاط العسكري الصيني حول مضيق تايوان مؤخرًا. وعلى الرغم من غياب التصريحات المباشرة، ارتفعت التحذيرات الرسمية بشكل واضح.
أكدت وزارة الدفاع الصينية أن “أي محاولة لفصل تايوان عن الوطن الأم ستواجه ردًا حازمًا”. نتيجة لذلك، يبقى التوتر في المنطقة مرتفعًا مع تداخل الملفات الإقليمية والاقتصادية.
تحليل جريدة أخبار الكويت
تظهر التطورات عودة سياسة “الغموض البنّاء” الصينية. تهدف بكين إلى التوازن بين التهدئة الدبلوماسية والاستعداد العسكري. علاوة على ذلك، تستغل الصين انشغال الولايات المتحدة بالملفات الداخلية والأزمات الاقتصادية لتعزيز نفوذها الإقليمي.
يشير محلّلون في الكويت والخليج إلى أن الصمت الصيني يخفي مرحلة إعداد أعمق لتعزيز النفوذ في بحر الصين الجنوبي. على سبيل المثال، تستخدم الصين هذه الفترة لتكثيف التدريبات العسكرية وبناء تحالفات اقتصادية جديدة.
بالإضافة إلى ذلك، تبقى تايوان بؤرة اختبار لتوازن القوى في آسيا والعالم. أي تحرك أميركي لدعم الجزيرة قد يغير أولويات بكين العسكرية والدبلوماسية.
الخلاصة
أولًا، الغموض الاستراتيجي الصيني أسلوب لحفظ التوازن بين القوة والتهدئة، وليس تراجعًا.
ثانيًا، متابعة واشنطن لأي خطوة صينية ستحدد مسار العلاقات الثنائية.
ثم، يبقى التحدي الأكبر قدرة الأطراف الإقليمية والدولية على التكيف مع هذه الاستراتيجية دون تصعيد الأزمات.
أخيرًا، من المرجح أن تلعب الصين ورقة الغموض كأداة ضغط فعّالة، بينما تبقى تايوان نقطة حساسة على خريطة الأمن العالمي.

