الأربعاء - 2025/11/19 4:33:09 مساءً

NE

News Elementor

هذا الموقع بــرعاية

انقسام اليمين الأميركي بعد مقابلة كارلسون–فونتيس حول معاداة السامية وإسرائيل

محتوي الخبر

أشعلت المقابلة الطويلة التي أجراها الإعلامي الأميركي تاكر كارلسون مع الناشط اليميني المتطرف نيك فونتيس في أكتوبر 2025، جدلًا واسعًا داخل الحزب الجمهوري. بالإضافة إلى ذلك، فتحت المقابلة نقاشًا حول حدود حرية التعبير، ومعاداة السامية، ومستقبل العلاقة التقليدية بين المحافظين وإسرائيل.

تصريحات فونتيس المثيرة للجدل

خلال مقابلة بودكاست The Tucker Carlson Show، تحدث فونتيس، المعروف بآرائه العنصرية ومعاداته لليهود، عن ما وصفه بـ«اليهود المنظمين» و«اليهود الصهاينة». علاوة على ذلك، ربط فونتيس هذه المجموعات بحروب مثل حرب العراق، وادعى أنها تحاول السيطرة على الإعلام.

كما أعرب فونتيس عن إعجابه بالزعيم السوفييتي جوزيف ستالين، حيث أشاد بالدولة المركزية والسلطة. على سبيل المثال، ذكر أن ستالين كان نموذجًا للانضباط والسلطة القوية.

موقف كارلسون وتصريحاته عن الصهاينة المسيحيين

في المقابل، لم يواجه كارلسون تصريحات فونتيس بحزم، واكتفى بنصيحة بعدم مهاجمة اليهود ككتلة واحدة. مع ذلك، جاءت الشرارة الأشهر عندما وصف تيار الصهاينة المسيحيين داخل الحزب الجمهوري بـ«فيروس في الدماغ».

في المقابل، أثارت هذه العبارة انتقادات واسعة من وسائل إعلام مثل Times of Israel وأوساط مسيحية محافظة، معتبرةً أن وصف المسيحيين المؤيدين لإسرائيل بهذا الشكل غير مقبول.

ردود فعل المحافظين داخل الحزب

ردود الفعل داخل المعسكر المحافظ لم تتأخر. أولًا، شنّ المعلق بن شابيرو هجومًا على كارلسون، واصفًا إياه بأنه «أخطر ناشر للأفكار السامة في أميركا» و«جبان فكري» لأنه أعطى منصة لفونتيس دون مواجهة خطاب الكراهية.

ثانيًا، وصف النائب الجمهوري رندي فاين كارلسون بأنه «أخطر معادٍ للسامية في أميركا»، ورفض استقبال ممثلي مؤسسة هيريتدج بعد دفاعهم عن الإعلامي.

بالإضافة إلى ذلك، انتقدت شخصيات جمهورية مثل تيد كروز وميتش ماكونيل دفاع المؤسسة عن المقابلة، مؤكدين أن الخط الفاصل بين المحافظين التقليديين واليمين المتطرف بات محل اشتباك داخل الحزب.

أزمة مؤسسة هيريتدج

لعبت مؤسسة هيريتدج دورًا مركزيًا في الأزمة. فقد دافع رئيسها كيفن روبرتس عن كارلسون، مؤكدًا أن المسيحيين يمكن أن ينتقدوا إسرائيل دون أن يكونوا معادين للسامية.

لكن، نتيجةً لذلك، استقال عدة أعضاء من «القوة الخاصة بمكافحة معاداة السامية» داخل المؤسسة، كما أشار تقرير إلى حالة «تمرّد مفتوح» بين الباحثين بسبب ما اعتبروه تهاونًا في مواجهة خطاب الكراهية.

بعد ذلك، اعتذر روبرتس علنًا، مؤكدًا أنه أخطأ في تقديره، وأن على المحافظين مواجهة معاداة السامية مهما كان مصدرها.

الانقسام داخل الحزب الجمهوري

أظهرت الأزمة انقسامًا واضحًا داخل الحزب الجمهوري:

  1. التيار التقليدي المؤسسي
    يرى أن الدعم لإسرائيل جزء من العقيدة الاستراتيجية للمحافظين. علاوة على ذلك، يعتبر أي مجاملة تجاه شخصيات مثل فونتيس تهدد سمعة الحزب. يمثل هذا التيار سياسيون مثل كروز وماكونيل، بالإضافة إلى شخصيات إعلامية كبرى مثل شابيرو.
  2. التيار القومي–الشعبي الجديد
    أكثر تشككًا في التحالف مع إسرائيل، ويرى في كارلسون ممثلًا لغضب القاعدة الشعبية. على سبيل المثال، يعتبر فونتيس و«الغرويبرز» جزءًا من هذا اليمين الجديد، رغم أن خطابهم قد يقترب من معاداة السامية.

مراقبة الديمقراطيين للمشهد

في المقابل، يراقب الحزب الديمقراطي التطورات عن بعد، حيث يرى في هذه الأزمة دليلًا على انزلاق جزء من اليمين الأميركي نحو خطاب أكثر تطرفًا وعداءً للأقليات.

على سبيل المثال، أكدت صحف مثل واشنطن بوست وNational Review أن المقابلة تمثل «لحظة اختيار» أمام المحافظين: إما رفض خطابات فونتيس، أو قبول ضمني قد يفتح الباب لمزيد من تطبيع معاداة السامية.

خلاصة تحليلية

بناءً على ذلك، تُظهر أزمة كارلسون–فونتيس عمق الانقسام داخل اليمين الأميركي:

  • أولًا، هناك تيار محافظ كلاسيكي يتمسك بتحالفاته التقليدية مع إسرائيل.
  • ثانيًا، هناك تيار يميني شعبي يميل إلى قبول خطاب أكثر تشددًا تجاه اليهود وإسرائيل.

نتيجةً لذلك، قد تكون هذه الأزمة محطة مفصلية في تطور الخطاب السياسي داخل الحزب الجمهوري، وتؤثر على تحالفاته واستراتيجيته في المستقبل القريب.

الاكثر قراءة

اشترك معنا

برعايـــة

حقوق النشر محفوظة لـ أخبار الكويت © 2025
تم تصميمه و تطويره بواسطة

www.enogeek.com