هروب قردة بحثية في ولاية ميسيسيبي يثير القلق ويكشف أسرار نقل الحيوانات المخبرية

شهدت ولاية ميسيسيبي الأميركية حادثاً غريباً أثار حالة من القلق والجدل بين السكان والجهات البيئية.
وقع الحادث عندما انقلبت شاحنة تنقل قردة مخصصة للأبحاث الطبية، ما أدى إلى هروب عدد منها إلى مناطق برية مفتوحة.

تفاصيل الحادث

وقع الحادث في 28 أكتوبر 2025 على الطريق السريع رقم (I-59) قرب مدينة هايدلبرغ.
وذكرت تقارير إعلامية أميركية أن الشاحنة كانت تنقل 21 قردًا من نوع “ريزس ماكاك” (Rhesus Macaque)، وهو نوع يُستخدم بكثرة في الأبحاث العلمية والطبية.
أسفر الحادث عن مقتل خمسة قردة، بينما هرب عدد آخر، ولا تزال فرق البحث تبحث عن ثلاثة منها حتى الآن.

تحذيرات عاجلة للسكان

في الساعات الأولى، أطلقت السلطات المحلية تحذيراً عاجلاً للسكان بعدم الاقتراب من أي قردة محتملة في المنطقة.
وجاء التحذير بسبب مخاوف من احتمال إصابتها بأمراض معدية مثل فيروس الهربس.
لكن جامعة تولين (Tulane University)، التي كانت القردة متجهة إلى أحد مراكزها البحثية، أكدت أن الحيوانات سليمة تماماً ولم تتعرض لأي تجارب أو عوامل معدية.
وأوضحت الجامعة أن لا خطر صحياً يهدد السكان.

صعوبات في عمليات البحث

قال شريف مقاطعة جاسبر راندي جونسون إن فرق الإنقاذ واجهت صعوبات كبيرة أثناء البحث بسبب الطبيعة الجبلية الكثيفة بالأشجار.
وأضاف أن بعض القردة تصرفت بعدوانية تجاه الفرق، مما أجبرهم على استخدام معدات وقاية خاصة.
كما أشار إلى أن عمليات البحث تستمر على مدار الساعة بالتعاون مع خبراء بيطريين.

انتقادات وإجراءات حكومية

أكدت السلطات الأميركية أنها تتعامل مع الحادث كقضية سلامة حيوانية وشفافية بحثية.
وأوضحت أن الجهات المختصة بدأت مراجعة إجراءات نقل الحيوانات البحثية، خصوصاً بعد أن تبين غياب معلومات دقيقة عن الجهة المالكة والشركة الناقلة.
في المقابل، انتقد ناشطون بيئيون ضعف الرقابة على شركات النقل، وطالبوا بفرض قوانين أكثر صرامة لحماية الحيوانات وضمان سلامة المجتمع.

مطالب بمراجعة القوانين

يرى مراقبون أن هذا الحادث سيقود إلى مراجعة شاملة للقوانين الأميركية المنظمة لنقل الحيوانات المستخدمة في الأبحاث.
فالكثيرون يعتبرون أن الحادث كشف ثغرات في نظام الرقابة على المختبرات وشركات النقل.
بالإضافة إلى ذلك، يدعو الخبراء إلى وضع معايير جديدة تضمن سلامة النقل وتمنع تكرار مثل هذه الحوادث.
ويرى آخرون أن الواقعة تعكس غياب الشفافية في تعامل بعض المراكز البحثية مع الحيوانات المخبرية.

استمرار البحث وتحذيرات جديدة

تواصل السلطات المحلية جهودها للعثور على القردة الهاربة.
وطالبت السكان بعدم محاولة الإمساك بأي قردة بأنفسهم حفاظاً على سلامتهم.
كما دعت إلى التبليغ الفوري عن أي ظهور محتمل للحيوانات في المناطق المجاورة.
وتؤكد الجهات المختصة أن التعاون الشعبي ضروري لإنهاء الأزمة بأمان.

خاتمة

يبرز هذا الحادث في ميسيسيبي أهمية الشفافية في التعامل مع الحيوانات البحثية.
كما يكشف الحاجة إلى ضوابط أكثر دقة في عمليات النقل والرقابة البيئية.
وبالإضافة إلى البعد الصحي، تطرح الواقعة تساؤلات أخلاقية حول حدود استخدام الحيوانات في الأبحاث الطبية داخل الولايات المتحدة.