الصين تشعل سباق التكنولوجيا العالمي… قرار يلزم مراكز البيانات باستخدام شرائح محلية فقط

في خطوة استراتيجية بارزة، أعلنت الحكومة الصينية أنها ستلزم جميع مراكز البيانات الممولة من الدولة باستخدام شرائح ذكاء اصطناعي مصنّعة محليًا. ويهدف القرار إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز الاستقلال التقني عن الغرب.

تعزيز الاكتفاء الذاتي التكنولوجي

ذكرت صحيفة ذا غارديان البريطانية أن الحكومة الصينية ألغت العقود التي تضمنت شراء شرائح أجنبية في المشاريع التي لم تتجاوز نسبتها 30%. وبدلاً من ذلك، قررت استبدالها بمنتجات محلية من شركات وطنية كبرى وشركات ناشئة مدعومة من الدولة.
بالإضافة إلى ذلك، جاء هذا القرار وسط تصاعد التوترات بين بكين وواشنطن بشأن تقنيات الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات. وبالتالي، كثّفت الصين جهودها لتحقيق ما تسميه “السيادة التكنولوجية”، بينما تسعى الولايات المتحدة إلى تقييد صادرات الشرائح المتقدمة.

تأثير القرار على الأسواق العالمية

يرى الخبراء أن القرار سيغير شكل سلاسل التوريد العالمية، لأن الصين تمثل أكبر سوق لمراكز البيانات في العالم.
كما أن القرار سيضغط على الشركات الأمريكية والأوروبية التي تعتمد على السوق الصينية لتسويق شرائحها.
في المقابل، ستستفيد الشركات الصينية الناشئة من الدعم الحكومي، إذ توفر الدولة التمويل والتقنيات الحديثة لرفع قدراتها الإنتاجية.
وبسبب ذلك، تحوّل الصين التحدي إلى فرصة لبناء صناعة محلية قوية في مجال الذكاء الاصطناعي.

خطة وطنية لتعزيز الصناعة المحلية

أكدت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية أن القرار جزء من خطة وطنية لتعزيز الاستقلال التقني. وذكرت الوزارة أن نسبة الاكتفاء الذاتي من الرقائق ارتفعت من 20% إلى 35% خلال عامين فقط.
وبالتالي، تسعى الصين إلى رفع النسبة إلى 70% خلال السنوات المقبلة من خلال الاستثمار في الأبحاث والتطوير.
كما أوضحت الوزارة أن استخدام الشرائح المحلية يعزز الأمن القومي، ويدعم الابتكار، ويوفر مئات الآلاف من فرص العمل في قطاع التكنولوجيا.
بالإضافة إلى ذلك، ستساعد هذه الخطوة في تقليل الاعتماد على الموردين الأجانب وتعزيز الاستقرار في سلسلة التوريد.

ردود فعل دولية متباينة

أثار القرار جدلاً واسعًا عالميًا. فقد حذّرت شركات غربية من ظهور “جدار رقمي” يفصل بين التكنولوجيا الصينية والغربية.
في المقابل، اعتبر محللون آسيويون أن القرار خطوة طبيعية في سباق السيطرة على الذكاء الاصطناعي.
وبناءً على ذلك، يتجه العالم نحو نظام تقني مزدوج: أحدهما بقيادة الولايات المتحدة وحلفائها، والآخر بقيادة الصين وشركائها في آسيا.
كما أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تغييرات كبيرة في أسواق الرقائق والتكنولوجيا الرقمية عالميًا.

مرحلة جديدة من المنافسة التقنية

يمثل القرار الصيني تحولًا جوهريًا في مسار التكنولوجيا العالمية. فبينما تركز الدول الغربية على ضبط تصدير التقنيات المتقدمة، تواصل الصين بناء منظومة إنتاج واستهلاك محلية تعتمد على صناعاتها الخاصة.
وبالتالي، ستشهد السنوات القادمة منافسة حادة في الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الرقمية.
كما أن هذه المنافسة ستعيد تشكيل موازين القوى الاقتصادية والتكنولوجية على مستوى العالم، ما يجعل من الضروري متابعة التطورات عن كثب.