تتجه الأنظار اليوم الثلاثاء 4 نوفمبر 2025 إلى نيويورك، حيث يختار الناخبون عمدة جديد. بالإضافة إلى ذلك، تجاوزت رمزية السباق حدود المدينة لتصبح مؤشرًا على اتجاه السياسة الأميركية بعد انتخابات 2024 الرئاسية.
ممداني يتقدم قبل يوم التصويت
تشير استطلاعات الرأي إلى تقدّم المرشح الديمقراطي زهـران ممداني بفارق 10–14 نقطة على أندرو كومو، المرشح المستقل وحاكم الولاية السابق. في المقابل، يحلّ الجمهوري كيرتس سليوا في المرتبة الثالثة بهامش أقل بكثير.
تُظهر متوسطات المواقع المتخصّصة أن ممداني يحصد نحو 45–46٪ من نوايا التصويت، مقابل 32٪ لكومو و17٪ لسليوا. بالإضافة إلى ذلك، توجد نسبة صغيرة من المترددين الذين قد تحدد أصواتهم النتيجة النهائية.
نتيجة هذا التفوّق جعلت المراقبين يركزون ليس على فوز ممداني فحسب، بل أيضًا على كيفية تعامله مع تحديات إدارة مدينة بحجم نيويورك إذا انعكست هذه النسب في صناديق الاقتراع.
تصويت مبكر وإقبال واسع
شهدت المدينة إقبالًا مرتفعًا في التصويت المبكر مقارنة بالانتخابات السابقة. على سبيل المثال، شارك الشباب والطبقات المتوسطة والناخبون من أصول مهاجرة بكثافة، مما يعكس أهمية السباق وارتفاع مستوى الاهتمام الشعبي.
كما أن هذه المؤشرات تشير إلى أن الناخبين يرون في الانتخابات فرصة للتأثير في مستقبل المدينة السياسي والاقتصادي للسنوات القادمة.
اتصال أوباما ودعمه الرمزي
أجرى الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما اتصالًا بممداني قبل أيام، أشاد فيه بحملته وعرض أن يكون “جهة استشارية” إذا فاز. مع ذلك، لم يصدر أوباما إعلان تأييد رسمي كما في مناسبات سابقة.
ممداني قلّل من أهمية عدم صدور التأييد الرسمي، مؤكّدًا أن مضمون الرسالة أهم من البيان المكتوب. لكن دعم أوباما العلني كان سيساعد على توحيد صفوف الديمقراطيين المعتدلين خلف حملته.
لذلك فسّر بعض المحللين خطوة أوباما بأنها محاولة للوقوف في موقع وسط بين الجناح التقدمي والتيار الوسطي الحذر من بعض مقترحات ممداني في الضرائب والإيجارات والخدمات الاجتماعية.
ترامب يدعم كومو ويهاجم ممداني
على الجانب الآخر، لعب الرئيس الحالي دونالد ترامب دورًا مباشرًا في الحملة. وصف ممداني بأنه “اشتراكي متطرّف”، ملوّحًا بأن فوزه قد يعرّض المدينة لخطر فقدان الدعم الفدرالي.
في المقابل، أشار ترامب إلى أنه يفضّل أندرو كومو على ممداني، ما اعتُبر تأييدًا غير رسمي للمرشح المستقل. هذا التدخل حوّل السباق المحلي إلى مواجهة سياسية واسعة بين البيت الأبيض والجناح التقدمي. وبالتالي، يرى أنصار ممداني ترشيحه جزءًا من موجة رفض سياسات ترامب داخل المدن الكبرى.
سباق محلي بدلالات وطنية
يرى مراقبون أن الانتخابات تتجاوز إدارة المدينة، لتصبح اختبارًا لتوازنات الحزب الديمقراطي بين التيار التقدمي والوسطي، وكذلك لتأثير ترامب بعد وصوله إلى البيت الأبيض.
إذا فاز ممداني، فسوف يُنظر إلى النتيجة على أنها انتصار للجناح التقدمي، ورسالة لقدرة خطاب العدالة الاجتماعية على حشد تأييد شعبي واسع. أما إذا نجح كومو أو حقّق سليوا اختراقًا مفاجئًا، فقد تُفسّر النتائج كميل نحو الحلول الوسط أو العودة إلى الأسماء التقليدية.
انتظار النتائج الرسمية
مع بدء فرز الأصوات، تراقب الولايات المتحدة والعالم نيويورك عن كثب. لذلك تبقى النتائج النهائية محط اهتمام واسع، ليس فقط لمعرفة من سيقود أكبر مدينة أميركية، بل أيضًا لاستشراف مستقبل السياسة الأميركية بعد انتخابات 2024.

								
								
								
								
                
                                                                    
                                                                    
                                                                    
                                                                    
														
														
														
														
								
					
					
					