تقدّم روسي في بوكروفسك شرق أوكرانيا وسط معارك عنيفة وقلق إنساني متصاعد

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، يوم الاثنين، أن قواتها أحرزت تقدماً ميدانياً جديداً داخل مدينة بوكروفسك الاستراتيجية في إقليم دونيتسك شرق أوكرانيا. بالإضافة إلى ذلك، أكدت الوزارة السيطرة على مواقع صناعية قريبة من محطة السكك الحديدية، بينما وصفت كييف الوضع بأنه “صعب للغاية” مع استمرار القتال على أطراف المدينة.

الضربات الروسية والأهداف الميدانية

ذكرت الوزارة في بيان نقلته وكالة تاس الروسية أن القوات الروسية استهدفت منشآت عسكرية وصناعية أوكرانية في بوكروفسك ومحيطها، مثلًا ورش لتصليح العتاد العسكري ومخازن للغاز التي تُستخدم في دعم العمليات الدفاعية.
كما أضاف البيان أن هذه الضربات تأتي في إطار “المرحلة الجديدة من العملية العسكرية الخاصة”، بهدف تحرير كامل أراضي دونباس”.

الموقف الأوكراني والدفاع عن المدينة

في المقابل، قالت القيادة الأوكرانية إن قواتها ما زالت تدافع عن المدينة. وأوضحت أن المعارك تتركز في المناطق الجنوبية والشرقية من بوكروفسك. على الرغم من ذلك، أكد المتحدث باسم الجيش الأوكراني أن “الوضع ديناميكي للغاية”، مشيراً إلى أن المدينة لم تسقط بعد.
علاوة على ذلك، تم نشر وحدات خاصة لتعزيز الدفاع ومنع محاولات الحصار، مما يجعل المواجهة مستمرة ومتقلبة على الأرض.

الأهمية الاستراتيجية لبوكروفسك

وفقًا لمحللين عسكريين، يعتبر محللو الدفاع بوكروفسك نقطة محورية في الإقليم نظرًا إلى موقعها على خط الإمداد الرئيسي بين مدينتي كراماتورسك وسلافيانسك، اللتين تظلّان من آخر المراكز الكبرى الخاضعة لسيطرة أوكرانيا في دونيتسك.
لذلك، تسعى موسكو للسيطرة على المدينة لتحقيق هدف استراتيجي يغيّر ميزان السيطرة الميدانية في شرق أوكرانيا.

الأوضاع الإنسانية المتدهورة

إلى جانب ذلك، أفادت تقارير إنسانية بأن الوضع داخل المدينة يزداد مأساوية مع استمرار القصف الكثيف وتدمير البنى التحتية.
كما أن معظم السكان المدنيين غادروا خلال الأسابيع الماضية، بينما تعمل فرق الإغاثة بصعوبة بسبب القتال المستمر.
نتيجةً لذلك، تواجه المنظمات الإنسانية تحديات كبيرة في تقديم الدعم، وسط قلق دولي متزايد على سلامة المدنيين.

معركة حاسمة قبل الشتاء

ويرى مراقبون أن المعركة الحالية في بوكروفسك قد تكون الأكثر حسمًا منذ معارك باخموت عام 2023.
ثانيًا، كل طرف يسعى لتحقيق تقدم رمزي وعسكري قبل حلول فصل الشتاء، وسط مؤشرات على تصعيد متبادل في شرق البلاد.
كما أن المدينة ستظل محور اهتمام الميدان الأوكراني في الأيام المقبلة، مع ترقب لمواقف المجتمع الدولي وتداعيات التقدم الروسي المحتمل على خارطة النزاع الأوروبي وأمن الطاقة العالمي.