دخل النزاع السوداني مرحلة أكثر دموية بعد أن أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها الكاملة على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بعد حصار استمر نحو ثمانية عشر شهراً. وبالتالي، يشهد الإقليم أوضاعاً إنسانية متدهورة مع نزوح عشرات الآلاف من المدنيين.
الاشتباكات وانهيار الخدمات
أكدت مصادر ميدانية أن المدينة شهدت اشتباكات عنيفة خلال الأيام الماضية. مما أدى إلى مقتل المئات وإصابة آخرين. كما أن عائلات بأكملها فرّت باتجاه المناطق الريفية والصحارى هرباً من القصف. على سبيل المثال، تحدث شهود عيان عن مشاهد مروّعة للدمار وانهيار شبه كامل في الخدمات الصحية والغذائية داخل المدينة.
تحذيرات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة
حذّرت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية من أن الوضع في الفاشر يمثل “أخطر كارثة إنسانية في السودان منذ اندلاع الحرب”. إضافةً إلى ذلك، أشارت إلى أن أكثر من خمسة ملايين شخص في إقليم دارفور يواجهون خطر المجاعة ونقص الدواء، في ظل انقطاع الطرق وتعطّل الإمدادات الإنسانية.
وفي بيان صادر من جنيف، دعت مفوضية اللاجئين إلى فتح ممرات إنسانية آمنة لإيصال المساعدات إلى المدنيين. أيضًا، عبّرت منظمات طبية عن قلقها من انتشار الأوبئة بسبب تراكم الجثث ونقص مياه الشرب.
اتهامات متبادلة بين الطرفين
من جانبها، اتهمت الحكومة السودانية قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات جسيمة ضد المدنيين في الفاشر. في المقابل، نفت قوات الدعم السريع هذه الاتهامات، مؤكدة أنها “تحرر المدينة من قوات الجيش الموالية للنظام السابق”.
تداعيات سقوط الفاشر على الحرب
يرى مراقبون أن سقوط الفاشر يمثل تحوّلاً خطيراً في مسار الحرب الأهلية السودانية. لذلك، يُعيد الصراع إلى واجهة الانقسامات القبلية والإقليمية التي عانى منها الإقليم لعقود. وعلاوة على ذلك، قد يدفع هذا التطور البلاد نحو مزيد من التشرذم والفوضى السياسية.
الأوضاع الإنسانية المستقبلية
نتيجةً لهذه الأحداث، يبقى خطر المجاعة وانتشار الأمراض مرتفعاً. وبالتالي، من الضروري تسريع وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المتضررين. كما أن المجتمع الدولي مطالب بالضغط على جميع الأطراف لضمان سلامة السكان وحماية المدنيين.
