الجمعة - 2025/10/31 11:45:25 مساءً

NE

News Elementor

هذا الموقع بــرعاية

هولندا – انتخابات تشكّك بتقدّم اليمين المتطرف

محتوي الخبر

شهدت هولندا خلال الساعات الماضية تطورًا سياسيًا بارزًا بعد إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية، التي أظهرت تقدّم حزب الديمقراطيين 66 (D66) الوسطي بقيادة روب جيتن، متجاوزًا حزب الحرية اليميني المتطرف بزعامة غيرت فيلدرز. هذا التقدّم، ولو بفارق بسيط، شكّل مفاجأة سياسية أوروبية، إذ كانت التوقعات تشير إلى صعود قوي لليمين الشعبوي بعد أعوام من الخطاب المناهض للهجرة والإسلام في أوروبا.

بالإضافة إلى ذلك، يعكس هذا الفوز تحولًا في المزاج السياسي الهولندي الذي شهد انقسامًا حادًا بين التيارات الليبرالية والمحافظة. كما تؤكد النتائج أن الشارع الهولندي يبحث عن حلول وسطية بعيدًا عن التطرف والانقسام.

روب جيتن والسباق نحو تشكيل الحكومة

بعد إعلان النتائج، أصبح روب جيتن المرشّح الأبرز لتشكيل الحكومة المقبلة. ومع ذلك، فإن الطريق أمامه ليس سهلاً، لأن النظام السياسي الهولندي يعتمد على الائتلافات المتعددة، ما يعني مفاوضات معقّدة قد تمتد لأسابيع أو حتى أشهر.

علاوة على ذلك، تواجه الأحزاب تحديًا في بناء تحالف متوازن، خاصة أن معظمها يرفض التعاون مع حزب فيلدرز بسبب مواقفه المتشدّدة من الإسلام والمهاجرين. لذلك، من المرجّح أن يعتمد جيتن على أحزاب الوسط واليسار لتشكيل حكومة مستقرة.

انعكاسات أوروبية واسعة

لا تقتصر أهمية هذه الانتخابات على الساحة الهولندية فحسب، بل تمتد إلى القارة الأوروبية بأكملها. فبينما شهدت أوروبا صعودًا لليمين المتطرف في دول مثل فرنسا وإيطاليا، جاءت نتائج هولندا لتقدّم إشارة معاكسة.

على سبيل المثال، أظهر تقدّم D66 رغبة الأوروبيين في استعادة التوازن السياسي بعد موجات الخطاب المعادي للهجرة.
كما أن هذه النتيجة قد تعيد الثقة في التيارات المعتدلة التي تفضّل الحوار والتعاون بدل الانغلاق والشعبوية.

بالإضافة إلى ذلك، يتوقع الخبراء أن صعود الوسط في هولندا سيؤثر على سياسات الاتحاد الأوروبي تجاه ملفات الهجرة والبيئة والاقتصاد، وهو ما قد ينعكس على مواقف الدول الأعضاء خلال الفترة المقبلة.

تأثيرات على الشرق الأوسط والخليج

من جهة أخرى، يتابع المراقبون في الشرق الأوسط والخليج هذه التطورات باهتمام كبير. فهولندا، بوصفها عضوًا مؤثرًا في الاتحاد الأوروبي، تسهم في تشكيل توجهات القارة تجاه المهاجرين والمسلمين. لذلك، فإن تراجع اليمين المتطرف في لاهاي قد يعني تخفيف حدة الخطاب العدائي في أوروبا عمومًا.
ومع ذلك، تبقى الملفات الإقليمية معقّدة.فالعلاقات الاقتصادية بين أوروبا ودول الخليج تعتمد على الاستقرار السياسي الأوروبي. نتيجةً لذلك، فإن أي تحوّل نحو الاعتدال في هولندا قد يُسهم في تحسين التعاون الأوروبي – العربي خلال المرحلة المقبلة.

هولندا مرآة لأوروبا الجديدة

في الختام، أعادت هولندا صورتها كنموذج للتعددية والتوافق. وتبقى تجربتها تعكس مستقبل أوروبا السياسي.
وبالتالي، شكّل صعود حزب الديمقراطيين 66 رسالة رمزية تؤكد تمسك أوروبا بالوسطية والعقلانية أمام الانقسام والتطرف.

الاكثر قراءة

اشترك معنا

برعايـــة

حقوق النشر محفوظة لـ أخبار الكويت © 2025
تم تصميمه و تطويره بواسطة

www.enogeek.com