في تطوّر مثير يشبه أفلام الجاسوسية، كشفت وكالة أسوشييتد برس الأمريكية عن تفاصيل محاولة سرية قامت بها مادورو لاستدراج الطيّار الخاص بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو. وعلاوة على ذلك، هدفت العملية إلى الإيقاع بالرئيس أثناء رحلته الرسمية عبر طائرته الرئاسية.
تفاصيل العملية السرية
على سبيل المثال، قام أحد عملاء جهاز الأمن الداخلي الأمريكي (Homeland Security) ويدعى إدوين لوبيز، والذي كان يعمل في السفارة الأمريكية بجمهورية الدومينيكان، بمحاولة التواصل مع الطيّار الجنرال بيتنر فيليغاس على مدار أكثر من عام. كما عرض عليه مبالغ مالية كبيرة وحماية خاصة مقابل التعاون مع السلطات الأمريكية.
وبالتالي، كان الهدف الرئيسي هو تحويل مسار الطائرة الرئاسية إلى وجهة محددة مسبقًا تتيح للولايات المتحدة السيطرة عليها واحتجاز مادورو. غير أن الطيّار الفنزويلي رفض العرض فورًا وأبلغ السلطات، ما أدى إلى إحباط الخطة بالكامل قبل تنفيذها.
استغلال الصيانة لتسهيل الوصول
بدأ التواصل عندما كانت الطائرات الرئاسية الفنزويلية تخضع لأعمال صيانة في جمهورية الدومينيكان. لذلك، استغل العميل الأمريكي هذه الفرصة لمحاولة الوصول إلى الطيّار. ومع ذلك، فشل المخطط بسبب يقظة الطيّار وتعامله بحذر مع العرض المشبوه.
خلفيات سياسية وتوتر متصاعد
تأتي هذه المحاولة في ظل التوتر المستمر بين واشنطن وكاراكاس منذ سنوات. على سبيل المثال، تتهم الولايات المتحدة نظام مادورو بالفساد، والاتجار بالمخدرات، وانتهاك حقوق الإنسان. بينما ترى فنزويلا أن واشنطن تحاول زعزعة النظام الشرعي والتدخل في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة.
في المقابل، ليست هذه الحادثة الأولى من نوعها، فقد شهدت فنزويلا عام 2020 محاولة فاشلة أخرى تُعرف باسم “عملية غيديون”، عندما حاولت مجموعة من المرتزقة اقتحام البلاد للإطاحة بمادورو. علاوة على ذلك، اتُّهمت جهات أمريكية بالتورط غير المباشر فيها.
تحليل وتداعيات الحدث
ويرى مراقبون أن هذه العملية تعكس استمرار النهج الأمريكي في استخدام أساليب استخباراتية غير تقليدية للضغط على خصومها السياسيين في أمريكا اللاتينية. لذلك، من المتوقع أن تستغل الحكومة الفنزويلية الواقعة لتعزيز خطابها المناهض لواشنطن. أيضًا، ستؤكد السلطات مزاعمها حول “الاستعمار الحديث” والتدخل الأجنبي”.
كما أن الكشف عن العملية يسلّط الضوء على الاستعداد الكبير للأطراف المعنية لاستخدام وسائل غير تقليدية في الصراع السياسي والاستخباراتي. على سبيل المثال، تبين أن كل طرف يسعى إلى حماية مصالحه واستغلال الفرص المتاحة لتحقيق أهدافه الاستراتيجية.
خاتمة وتوقعات مستقبلية
على الرغم من فشل العملية، إلا أن هذه الواقعة تؤكد استمرار التوتر العميق بين الولايات المتحدة وفنزويلا. وعلاوة على ذلك، تشير إلى مدى تعقيد العلاقات الإقليمية في أمريكا اللاتينية. في المقابل، يتوقع المحللون أن تسعى الأطراف إلى اعتماد استراتيجيات أكثر ذكاءً وحذرًا في المستقبل. أخيرًا، يبقى الدرس الرئيسي أن الصراعات السياسية والاستخباراتية لم تعد تقليدية، وأن كل خطوة تُخطط بحذر شديد.

