تشهد الساحة السياسية البريطانية توتراً متزايداً بعد تصريحات ويس ستريتينغ، وزير الصحة في حكومة حزب العمال. الوزير حذّر من أن النظام الصحي البريطاني (NHS) يعاني من “أزمة ثقافية عميقة”. هذه الأزمة تهدد استقراره وقدرته على تلبية احتياجات المواطنين. أزمة حكومة ستارمر النظام الصحي بريطانيا تضع رئيس الوزراء في مأزق مزدوج.
جرس إنذار مبكر وخسارة انتخابية
التصريحات جاءت في وقت حساس. ذلك أن حزب العمال خسر انتخابات فرعية أمام حزب المحافظين. ونتيجة لذلك، زاد هذا من الضغوط على رئيس الوزراء كير ستارمر وأثار تساؤلات حول قوة الحزب الحاكم. بالإضافة إلى ذلك، شكك البعض في قدرته على قيادة المرحلة المقبلة.
مراقبون بريطانيون أشاروا إلى أن الخسارة الانتخابية تمثل “جرس إنذار مبكر”. وفي الواقع، هذا التحذير يأتي في ظل تراجع ثقة الشارع بحزب العمال رغم فوزه الكاسح في الانتخابات العامة الأخيرة.
مشكلة هيكلية في النظام الصحي
يؤكد محللون أن وصف الأزمة الصحية بأنها “ثقافية” لا يقتصر على نقص الموارد أو التمويل. بل على العكس، يشير إلى مشاكل هيكلية في أسلوب الإدارة والتوظيف داخل NHS. وبالتالي، هذا يضع الحكومة في مواجهة مباشرة مع النقابات الطبية والعاملين في القطاع. بعبارة أخرى، الأزمة لا تتعلق بالمال فقط، بل بكيفية إدارة المنظومة بالكامل.
تحدٍ مزدوج يهدد وحدة حزب العمال
على الصعيد السياسي، تتزايد التكهنات حول إمكانية أن تؤدي هذه الضغوط إلى تصدعات داخل حزب العمال نفسه. خصوصاً مع تعالي الأصوات المطالبة بمراجعة سياسات ستارمر وتوجهاته الإصلاحية. علاوة على ذلك، يرى البعض أن الأزمة الصحية قد تتحول إلى ورقة ضغط رئيسية بيد المعارضة في المرحلة المقبلة.
وفي ظل هذه الأجواء، يجد ستارمر نفسه أمام تحدٍ مزدوج. التحدي الأول هو إصلاح المنظومة الصحية البريطانية التي تُعد من ركائز الهوية الوطنية. أما التحدي الثاني فهو الحفاظ على وحدة حزبه وثقة الناخبين. ختاماً، يشهد الرأي العام البريطاني حالة من القلق والشكوك حول مستقبل البلاد.
