الثلاثاء - 2025/10/28 1:27:34 صباحًا

NE

News Elementor

هذا الموقع بــرعاية

سلوفاكيا ترفض دعم أوكرانيا عسكريًا بين ضغوط أوروبا وحسابات الداخل

محتوي الخبر

براتسلافا – تؤكد حكومة سلوفاكيا برئاسة روبرت فيكو أنها لن تشارك في أي برنامج أوروبي يهدف إلى تمويل المساعدات العسكرية لأوكرانيا. يتماشى القرار مع سياسة جديدة ترى أن الحرب لا يمكن أن تُحسم عبر الأسلحة، بل عبر الحوار والدبلوماسية.

يُعرف فيكو بمواقفه المتحفظة تجاه العقوبات الغربية على روسيا. يوضح أن العقوبات أضرت بأوروبا أكثر مما أضرت بروسيا، مشيرًا إلى أن بلاده لن تتحمل تكلفة حرب لا تخدم مصالحها المباشرة. كما يشدد على أن الأولوية الاقتصادية هي دعم المواطنين وحماية السوق المحلية من التدهور.

بالإضافة إلى ذلك، يُعد القرار تحولًا واضحًا عن خط الاتحاد الأوروبي الذي يواصل تقديم الدعم العسكري والمالي لكييف في مواجهة موسكو.

مقارنة أوروبية

بينما تتحرك دول مثل ألمانيا وفرنسا وبولندا لتعزيز دعمها لأوكرانيا، تتخذ سلوفاكيا مسارًا مختلفًا أقرب إلى الحياد. هذا الموقف يضعها في معسكر محدود داخل الاتحاد، إلى جانب المجر وبعض دول أوروبا الشرقية المتحفظة.
كذلك، يُظهر الموقف السلوفاكي اتجاهًا جديدًا في أوروبا الشرقية، إذ بدأت بعض الحكومات تعيد تقييم جدوى استمرار العقوبات وتكلفة الحرب على اقتصاداتها. في المقابل، ترى دول أوروبا الغربية أن خفض الدعم لكييف يمنح روسيا مساحة أوسع ويضعف الأمن الأوروبي الجماعي.

دوافع القرار

اقتصاديًا، تعتمد سلوفاكيا على الطاقة الروسية، مما يجعلها أكثر عرضة لتأثيرات العقوبات. لذلك، تُفضل الحكومة حماية مصالحها الوطنية وضمان استمرار الإمدادات بأسعار مستقرة.
سياسيًا، بُني برنامج فيكو الانتخابي عام 2023 على عدم الانخراط في حرب لا تخص سلوفاكيا مباشرة، مع التركيز على القضايا الداخلية.
استراتيجيًا، ترى الحكومة أن استمرار تمويل الحرب يطيل أمد الصراع، بينما الحل الفعلي يكمن في المفاوضات السياسية. وبهذا، تروج سلوفاكيا لرؤية تعتبر الدبلوماسية أداة لتحقيق الاستقرار الإقليمي.

التداعيات المحتملة

أوكرانيا: القرار قد يُضعف وحدة الموقف الأوروبي ويحدّ من قدرات كييف الدفاعية.
الاتحاد الأوروبي: تزايد الانقسام الداخلي يجعل صياغة سياسة موحدة أكثر صعوبة، وقد يُعمّق الخلاف بين دول أوروبا الغربية والشرقية.
روسيا: الإعلام الروسي يصف القرار بأنه إشارة إلى تراجع التماسك الأوروبي، ويعدّه نجاحًا لضغوط موسكو غير المباشرة في تقليل الدعم الغربي.
داخليًا: الخطوة تُعزز شعبية فيكو بين مؤيديه الذين يرون في القرار دفاعًا عن المصلحة الوطنية، لكنها تثير انتقادات المعارضة التي تخشى تراجع نفوذ براتسلافا داخل الاتحاد الأوروبي.

أبعاد سياسية واقتصادية

يرى مراقبون أن التحول السلوفاكي يعكس تعبًا شعبيًا في أوروبا من استمرار الحرب. كما تدفع أزمة الطاقة والتضخم الحكومات إلى مراجعة أولوياتها الاقتصادية.
علاوة على ذلك، تقدم سلوفاكيا صوتًا مختلفًا يدعو إلى مراجعة سياسات الدعم العسكري والتركيز على الحلول الدبلوماسية كخيار عملي ومستدام.
في المقابل، تحذر بعض العواصم من أن تراجع الدعم العسكري قد يُفسر كضعف في الجبهة الأوروبية أمام موسكو.

خاتمة

في ضوء هذه التطورات، تُسجّل سلوفاكيا نفسها كإحدى الدول القليلة التي تكسر الإجماع الأوروبي حول دعم أوكرانيا. كما تفتح الباب لنقاش جديد داخل الاتحاد الأوروبي حول جدوى الاستمرار في التمويل العسكري مقابل السعي إلى تسوية سياسية شاملة.
وبينما يتصاعد الانقسام بين الدول الأعضاء، يبقى الموقف السلوفاكي اختبارًا لقدرة أوروبا على التوازن بين الأمن والدبلوماسية. لذلك، يُتوقع أن تستمر براتسلافا في الدفاع عن نهجها المستقل رغم الانتقادات الأوروبية المتزايدة.

الاكثر قراءة

اشترك معنا

برعايـــة

حقوق النشر محفوظة لـ أخبار الكويت © 2025
تم تصميمه و تطويره بواسطة

www.enogeek.com