تُعد تاكائيتشي إحدى أبرز الشخصيات في الحزب الليبرالي الديمقراطي (LDP)، أقدم الأحزاب الحاكمة وأكثرها تأثيرًا في اليابان. تُعرف بانضباطها وقدرتها على إدارة الملفات المعقدة، ما منحها دعمًا قويًا داخل الحزب ومكانة متقدمة في المشهد السياسي الياباني.
التوجهات السياسية والأمنية
تجسّد تاكائيتشي منذ سنوات مواقفها القومية والمحافظة في سياساتها الحكومية الحالية. تؤكد أن التحالف مع الولايات المتحدة يمثل أولوية قصوى، وتعلن أن اليابان ستزيد إنفاقها الدفاعي لمواجهة التهديدات الإقليمية من الصين وكوريا الشمالية وروسيا. تشير هذه السياسات إلى تحول تدريجي عن النهج الحذر الذي اتبعته الحكومات السابقة منذ الحرب العالمية الثانية. تتوقع الأوساط السياسية أن تفتح هذه التوجهات نقاشات داخلية حول تعديل الدستور، خاصة المادة التي تحد من دور الجيش. يرى محللون أن هذا التحول قد يرفع مستوى التوتر في المنطقة، بينما يعتبر آخرون أنه يعزز قدرة اليابان على حماية مصالحها الاستراتيجية.
الإصلاحات الاقتصادية وخطة التحفيز
تعلن حكومة تاكائيتشي خطة تحفيز ضخمة بقيمة 13.9 تريليون ين لمواجهة التضخم وتنشيط السوق المحلية. تهدف الخطة إلى دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة وتعزيز التحول الرقمي والابتكار التكنولوجي. تُعد هذه الخطوة امتدادًا لسياسات “آبينوميكس” التي أطلقها شينزو آبي، مع تعديلات تتناسب مع التحديات الحالية. تواجه اليابان مشكلات بنيوية مثل الشيخوخة السكانية وتباطؤ النمو، لذا تراهن تاكائيتشي على الاستثمار في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة لإعادة اليابان إلى مكانتها الريادية في آسيا والعالم. يعتقد خبراء الاقتصاد أن نجاح الإصلاحات قد يعيد الثقة إلى السوق اليابانية ويجذب الاستثمارات الأجنبية، مما يدعم استقرار الاقتصاد الوطني في المدى المتوسط.
الانقسام الإعلامي في اليابان وأمريكا
تنقسم الصحافة اليابانية بين الترحيب بإنجازها التاريخي كأول امرأة تتولى رئاسة الحكومة، وبين التحفظ على مواقفها المحافظة التي قد تحد من الإصلاحات الاجتماعية. تحذّر بعض الصحف من احتمال تباطؤ خطوات المساواة بين الجنسين أو تأجيل تعديل قوانين الزواج. تركز وسائل الإعلام الأمريكية على سياساتها الدفاعية وتأثيرها في التحالف مع واشنطن. تصفها مجلات مثل Time ووكالات مثل Reuters بأنها “مارغريت تاتشر اليابان”. تعبر التحليلات الأمريكية عن قلق من قدرتها على خفض المديونية اليابانية وسط تباطؤ النمو العالمي، مشيرة إلى أن سياساتها الاقتصادية قد تواجه تحديات داخلية معقدة.
المواقف الصينية وتزايد الحذر الإقليمي
تعبّر الصين عن قلق واضح من توجهات تاكائيتشي السياسية. تحذّر صحيفة Global Times من أن زيادة الإنفاق الدفاعي ومناقشات تعديل الدستور تُثير المخاوف من عودة النزعة العسكرية لليابان. تؤكد وزارة الخارجية الصينية أن انتخابها شأن داخلي، لكنها تحث طوكيو على الالتزام بتفاهماتها السابقة بشأن تايوان والعلاقات الثنائية. يصف محللون صينيون تاكائيتشي بأنها “صقورية تجاه الصين”، ما يشير إلى احتمال تصاعد التوتر في شرق آسيا خلال السنوات المقبل
بين الترحيب والجدل
يرى البعض أن انتخاب أول امرأة لرئاسة الحكومة اليابانية يمثل خطوة تاريخية تعكس الأمل والتغيير. يعتقد آخرون أن سياساتها المتشددة قد تجعل اليابان أكثر حزمًا خارجيًا، لكن دون تغييرات اجتماعية كبيرة في الداخل. تدخل اليابان مرحلة حساسة تتقاطع فيها التحديات الاقتصادية الداخلية مع التوترات الإقليمية والدولية. تبقى سياسات سانايه تاكائيتشي تحت مراقبة دقيقة من العواصم العالمية، إذ تسعى اليابان لتوازن دقيق بين طموحاتها الدفاعية وتحدياتها الاقتصادية والاجتماعية.

