تصدّر ملف الطاقة بين الصين وروسيا عناوين الإعلام خلال الساعات الأخيرة.
جاء ذلك في وقت تصاعدت فيه الضغوط الأمريكية والأوروبية الهادفة إلى تقييد صادرات النفط الروسي.
أكدت وزارة الخارجية الصينية في بكين أن التعاون مع موسكو مشروع وقانوني بالكامل.
كما شددت على أن واشنطن تمارس تنمرًا أحاديًا من خلال تهديدات العقوبات.
وأضافت الصين أن علاقاتها النفطية مع روسيا تمثل مسألة سيادية تخص أمنها الطاقي ولا تخضع للإملاءات الخارجية.
وبالإضافة إلى ذلك، اعتبرت الصحف الصينية أن هذه الشراكة الاقتصادية تخدم استقرار الإمدادات العالمية للطاقة.
تباين بين الموقف الرسمي والشركات الصينية
على الرغم من الموقف الحكومي الواضح، قررت بعض الشركات النفطية الصينية تعليق جزء من مشترياتها البحرية من الخام الروسي.
ويرجع القرار إلى مخاوف من العقوبات الثانوية الأمريكية التي قد تؤثر في تعاملاتها المصرفية الدولية.
في المقابل، شدد مسؤولون اقتصاديون صينيون على أن هذا التوقف مؤقت.
وأوضحوا أن الحكومة تواصل تشجيع التعاون مع موسكو ضمن الأطر القانونية.
كما أن محللين صينيين رأوا أن الشركات تحاول الموازنة بين المصالح التجارية والسياسية.
وبذلك، ظهر اختلاف بين الموقف الرسمي والسياسات التنفيذية للشركات المملوكة للدولة.
روسيا تؤكد ثقتها في بكين
في موسكو، أبرزت وسائل الإعلام الروسية تصريحات المسؤولين الصينيين الذين أكدوا استمرار شراء النفط الروسي.
كما وصفت تلك الوسائل العقوبات الأمريكية بأنها غير قانونية ومخالفة للقواعد الدولية.
نقلت وكالات روسية عن الكرملين أنه يثق في الموقف الصيني ويدعمه بشكل كامل.
وأشار الكرملين إلى أن العلاقات في مجال الطاقة ستبقى ركيزة أساسية في الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وعلاوة على ذلك، أكد مسؤولون روس أن التعاون مع الصين يشكّل بديلًا فعّالًا عن الأسواق الأوروبية التي قلصت وارداتها.
وبهذا، أظهرت روسيا تمسكها بتوسيع الشراكة مع آسيا رغم القيود الغربية المتزايدة.
تأثير مباشر على سوق النفط العالمي
يشهد سوق النفط العالمي اضطرابًا متزايدًا بسبب الغموض حول الإمدادات الروسية.
نتيجة لذلك، ارتفعت أسعار خام برنت خلال الأسبوع الحالي.
ويرى الخبراء أن هذه الزيادة ناتجة عن مخاوف من تقلص صادرات روسيا بعد العقوبات الغربية.
وفي الوقت نفسه، تراقب الأسواق الدولية سياسات الصين النفطية عن كثب لأنها أكبر مستورد للخام الروسي.
على سبيل المثال، يشير المحللون إلى أن أي تقليص صيني في المشتريات سيؤثر فورًا في الأسعار العالمية.
لذلك، تظل قرارات بكين عاملًا حاسمًا في استقرار سوق الطاقة العالمي.
مستقبل التعاون بين موسكو وبكين
يرى الخبراء أن العلاقة النفطية بين الصين وروسيا تمثل ركيزة في موازين القوى الاقتصادية.
تحتاج الصين إلى ضمان إمدادات مستقرة ومنخفضة التكلفة لتغطية احتياجاتها الصناعية.
وفي المقابل، تعتمد روسيا على السوق الصينية لتعويض تراجع مبيعاتها في أوروبا.
وبناءً على ذلك، يتوقع المحللون استمرار التعاون بين البلدين رغم الضغوط.
كما أن الجانبين يسعيان إلى تعزيز استخدام العملات المحلية في التجارة النفطية لتقليل التأثر بالعقوبات.
وفي الختام، يظهر بوضوح أن الشراكة بين بكين وموسكو لم تعد خيارًا مؤقتًا، بل أصبحت تحالفًا اقتصاديًا طويل الأمد يغيّر خريطة سوق الطاقة العالمية.

