في خطاب لافت أمام قيادات الحزب الشيوعي الصيني، أطلق الرئيس شي جين بينغ تحذيرات جدية من تصاعد ما وصفه بـ«العوامل غير المتوقعة». هذه العوامل تهدد مسار التنمية في الصين مع دخول البلاد مرحلة صياغة خطة خمسية جديدة. هذا التصريح عكس قلقاً واضحاً من تعقيدات البيئة الداخلية والخارجية على حد سواء. يأتي ذلك خاصة في ظل الضغوط الاقتصادية العالمية والتوتر المتصاعد مع الولايات المتحدة.
مخاطر استثنائية وفرص استراتيجية
الرئيس الصيني أشار إلى أن البلاد تقف على «فرص استراتيجية كبيرة». ومع ذلك، هي في الوقت ذاته تواجه «مخاطر استثنائية». هذا إشارة ضمنية إلى تباطؤ النمو، اتساع فجوة الديون، والتحديات المرتبطة بالتكنولوجيا والابتكار. هذه التحديات تبرز في ظل الحظر الأميركي على توريد الشرائح الإلكترونية والذكاء الاصطناعي. بالإضافة إلى ذلك، لمّح إلى أن السياسات الحمائية الغربية والعقوبات التجارية تضيف عبئاً على مسار الاقتصاد الصيني.
رسائل مزدوجة: تعبئة داخلية وتحذير للخارج
المراقبون اعتبروا أن نبرة شي جين بينغ يحذر من عوامل غير متوقعة تحمل أبعاداً مزدوجة. فهي من جهة، رسالة تعبئة داخلية لحشد الحزب والدولة حول مشروع الإصلاح القادم. ومن جهة أخرى، هي رسالة موجهة للخارج تؤكد أن الصين تستعد لمواجهة أي تصعيد اقتصادي أو جيوسياسي. بعض المحللين ربطوا هذه التحذيرات بالتحقيق التجاري الجديد الذي تلوّح به واشنطن. بالتالي، قد يضع هذا التحقيق الاقتصاد الصيني أمام جولة جديدة من الضغوط.
الصين تسعى لترميم الثقة في الأسواق المحلية والعالمية.
أولويات الخطة الخمسية الجديدة وتأثيراتها العالمية
على الصعيد الداخلي، يعتقد خبراء أن القيادة الصينية ستعطي الأولوية لتحقيق التوازن بين تعزيز الابتكار المحلي ودعم الاستهلاك الداخلي. كما ستوازن بين مواصلة الانفتاح على الاستثمارات الخارجية ومحاولة تقليل الاعتماد على الأسواق الغربية.
أما على الصعيد الخارجي، فمن المرجح أن تركز بكين على بناء تحالفات اقتصادية جديدة مع شركاء في آسيا وأفريقيا والخليج. هذا سيعوض أي فجوة محتملة في علاقاتها مع أوروبا وأميركا.
التحليل: خطاب شي لا يُقرأ فقط كتحذير اقتصادي، بل كسردية سياسية تسعى إلى إظهار أن الصين تدرك حجم التحديات. لكنها لن تتراجع عن مشروعها الاستراتيجي للنهضة. الرسالة الأعمق هي أن المرحلة المقبلة لن تكون سهلة. وبالتالي، قد يكون العالم أمام «مرحلة اضطراب صيني» تنعكس مباشرة على حركة التجارة العالمية، أسعار الطاقة، وسلاسل الإمداد التي ترتبط بالاقتصاد الصيني ارتباطاً وثيقاً.
