أثار تصريح نتنياهو بأن إسرائيل لن تسمح بوجود أي جهة لا تتوافق مع مصالحها موجة انتقادات واسعة في الأوساط العربية والدولية.
على الرغم من الدعوات لإشراك أطراف محايدة في إعادة إعمار غزة، فإن الموقف الإسرائيلي الجديد كشف بوضوح رغبة تل أبيب في احتكار القرار.
ردود عربية غاضبة وتحذيرات من فرض وصاية جديدة
أعربت العواصم العربية عن استيائها، معتبرة الخطوة محاولة لفرض وصاية جديدة على غزة، وأكدت دول عربية أنها تتناقض مع القانون الدولي وجهود التسوية
على سبيل المثال، وصف مراقبون عرب تصريحات نتنياهو بأنها “إعادة إنتاج للاحتلال بطرق جديدة”، مشيرين إلى أن إسرائيل تريد التحكم بمصير غزة حتى بعد انتهاء العمليات العسكرية.
تسعى إسرائيل لإبقاء غزة تحت قبضتها الأمنية.
يرى خبراء أن الشرط الإسرائيلي الجديد يهدف إلى إبقاء غزة تحت قبضة أمنية غير مباشرة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التحكم في هوية القوى الأجنبية يمنح إسرائيل القدرة على فرض رؤيتها بالكامل، دون وجود رسمي لها داخل القطاع.
لذلك، يحذّر محللون من أن هذا التوجه يضع المجتمع الدولي أمام اختبار صعب: القبول بالشروط الإسرائيلية أو فشل أي مبادرة لإدارة ما بعد الحرب.
كما أن الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية تواجه موقفاً حرجاً بين دعم إسرائيل أو الدفاع عن مبدأ الحلول السلمية.
الفلسطينيون يرفضون ويستنكرون الموقف الإسرائيلي
في الجانب الفلسطيني، قوبل تصريح نتنياهو برفض واسع واستنكار شديد.
على الرغم من النداءات الإنسانية المتكررة، تواصل إسرائيل تجاهل معاناة سكان غزة الذين يعيشون تحت الحصار منذ سنوات.
علاوة على ذلك، يحذر مراقبون عرب من أن الخطوة تهدف إلى إبعاد الدور العربي الفاعل في مرحلة ما بعد الحرب.
نتيجةً لذلك، تتزايد الدعوات داخل الأوساط السياسية العربية إلى تحرك دبلوماسي مشترك يرفض الهيمنة الإسرائيلية ويدعم حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.
مستقبل غامض بين الشروط الإسرائيلية والجهود الدولية
بينما يستعد المجتمع الدولي لجولات تفاوضية جديدة، يواجه الجميع معادلة صعبة: إما الانصياع للشروط الإسرائيلية أو البحث عن حلول متوازنة تحمي الحقوق الفلسطينية.
بالإضافة إلى ذلك، يحذر خبراء من أن تجاهل الموقف العربي قد يؤدي إلى فشل التهدئة وعودة التوتر الأمني في المنطقة.
في المقابل، يراهن بعض المراقبين على تحرك إقليمي ودولي مشترك لفرض صيغة أكثر عدلاً تضمن مشاركة عربية فاعلة.
تحتل القضية الفلسطينية صدارة الاهتمام الدولي، وتواصل إسرائيل اختبار حدود الصبر العربي والعالمي بسياساتها المتشددة.

