في إعلان رسمي يعكس تشكيل محور جيوسياسي جديد، أكد زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون أن التعاون العسكري بين بلاده وروسيا “سيتقدم دون توقف”، مشدداً على أن الشراكة بين الجانبين تدخل مرحلة جديدة أكثر عمقاً. جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في احتفالية رسمية، حيث اعتبر كيم أن العلاقة مع روسيا هي “تحالف استراتيجي” يتجاوز حدود التعاون التقليدي.
تحالف استراتيجي في وجه الضغوط الغربية
التصريحات الكورية الشمالية تأتي في وقت تواجه فيه روسيا ضغوطاً متزايدة من الغرب بسبب الحرب في أوكرانيا، وهو ما يدفعها بقوة إلى تعزيز تحالفاتها مع قوى آسيوية صاعدة مثل بيونغ يانغ.
يرى مراقبون أن هذا الإعلان يحمل رسالة واضحة للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة:
- روسيا ليست معزولة: التأكيد على أن موسكو قادرة على فتح قنوات عسكرية واقتصادية جديدة بعيداً عن الغرب.
- تعميق الشراكة: رفع مستوى التعاون بين بيونغ يانغ وموسكو إلى مستوى “التحالف الاستراتيجي”، بما يشمل التنسيق في القضايا الأمنية والدفاعية.
من جانبها، أشارت مصادر روسية إلى أن التعاون مع كوريا الشمالية لا يقتصر على الجانب العسكري فحسب، بل يمتد ليشمل مجالات اقتصادية وصناعية، مع احتمالات لتبادل التكنولوجيا والخبرات الدفاعية.
قلق آسيوي ومخاوف سباق التسلح
ويرى محللون أن هذا التقارب يضيف بعداً جديداً للتوازنات الدولية، ويعكس مساعي روسيا لتوسيع دائرة نفوذها خارج الإطار الأوروبي. لكن هذا التعاون يثير قلقاً متزايداً لدى بعض الدول الآسيوية، خاصة كوريا الجنوبية واليابان، وسط مخاوف جدية من أن يؤدي هذا التحالف إلى:
- تداول تكنولوجيا الأسلحة: نقل تكنولوجيا روسية متطورة لبيونغ يانغ.
- سباق تسلح جديد: تعزيز القدرات العسكرية الكورية الشمالية، مما يفرض على دول الجوار زيادة إنفاقها الدفاعي.
وفي الختام، يؤكد تصريح كيم جونغ أون على أن العلاقات العسكرية بين البلدين ستستمر “بلا توقف”، مما يضع هذه الشراكة في قلب أي تحليل مستقبلي للتوترات الجيوسياسية في شرق آسيا وفي مواجهة الاستقطاب العالمي.
