في حادثة وصفتها ليتوانيا بأنها “الأكثر خطورة منذ أشهر”، اتهمت الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الطائرات العسكرية الروسية باختراق مجالها الجوي. الانتهاك بدأ من إقليم كالينينغراد. هذه الواقعة تضع الأجواء الليتوانية مجدداً في صدارة التوتر بين موسكو والحلف، وتهدد بتصعيد غير محسوب بين الجانبين.
تفاصيل الحادث ونفي موسكو
وزارة الدفاع الليتوانية ذكرت أن طائرات روسية من طراز “سوخوي 30″ و”إليوشن 78” دخلت الأجواء الليتوانية لفترة وجيزة ثم غادرت. بالإضافة إلى ذلك، تأتي هذه الحادثة ضمن سلسلة من التحركات الروسية المشابهة على الحدود الشرقية لأوروبا.
في المقابل، سارعت موسكو إلى نفي الاتهامات. الكرملين اعتبر أن “الطائرات كانت في مسار تدريبي روتيني ولم تخترق أياً من حدود الناتو“. ومع ذلك، فإن تكرار مثل هذه الحوادث يثير شكوكاً حول مدى التزام روسيا بقواعد الطيران الدولية قرب حدود الحلف.
تحذيرات الناتو من تصعيد غير محسوب
الواقعة أثارت قلقاً واسعاً داخل الحلف. مسؤولون أوروبيون دعوا إلى “الرد بحزم على أي انتهاك للسيادة الجوية“. في هذا السياق، حذر خبراء عسكريون من أن مثل هذه الحوادث قد تؤدي إلى تصعيد غير محسوب بين روسيا والناتو. هذا يحدث في ظل الحرب المستمرة في أوكرانيا.
علاوة على ذلك، يرى مراقبون أن هذه التطورات ليست معزولة. إنها تعكس استراتيجية روسية تقوم على “اختبار جاهزية الناتو” وإرسال رسائل ضغط متواصلة للغرب. إضافة إلى ذلك، أشاروا إلى أن أي تصعيد عسكري مباشر قد يغيّر موازين المواجهة وينقل الصراع من أوكرانيا إلى مواجهة أوسع بين موسكو والحلف الأطلسي.
تداعيات على الأمن الإقليمي وأسواق الطاقة
تُحذر تحليلات من أن استمرار مثل هذه الحوادث سيزيد من التوتر على الحدود الشرقية لأوروبا. بالتالي، هذا ينعكس على أسواق الطاقة والأمن الدولي. إن انتهاك روسيا لأجواء الناتو ليتوانيا يؤكد أن روسيا تبقى لاعباً رئيسياً. ختاماً، هي تستخدم أوراقها الاستراتيجية، وفي مقدمتها الطاقة والقدرات العسكرية، لإبقاء الضغط على خصومها.
هذه المواجهة الجوية العرضية تذكر الجميع بأن خطوط الصدع بين الشرق والغرب لم تعد هادئة. أي خطأ في الحسابات قد يفتح الباب أمام تطورات خطيرة في القارة الأوروبية.

