الثلاثاء - 2025/12/09 4:36:02 صباحًا

NE

News Elementor

هذا الموقع بــرعاية

لقاء فانس ونتنياهو: هدنة غزة هشة ومحاولات أميركية-إسرائيلية لإعادة ترتيب تحالفات الشرق الأوسط

الكويت – أخبار الكويت

في القدس، التقى نائب الرئيس الأميركي جيه. دي. فانس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في لقاء أثار اهتماماً واسعاً على الساحة الدولية. يأتي هذا الاجتماع في لحظة جيوسياسية بالغة الحساسية، حيث يسعى المجتمع الدولي إلى تثبيت الهدنة الهشة في غزة، وفتح مسار سياسي جديد يضمن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة. فهل يُمهد هذا اللقاء لإعادة ترتيب تحالفات إقليمية أم يظل رهين التوازنات القائمة؟

رسائل أميركية وإسرائيلية: شراكة أم إعادة صياغة؟

خلال لقاء فانس ونتنياهو، أكد نائب الرئيس الأميركي على أن إسرائيل “ليست دولة تابعة” للولايات المتحدة، مشدداً على أن واشنطن تدعم أمن إسرائيل ضمن شراكة استراتيجية راسخة. هذه الرسائل، ورغم طمأنتها للجانب الإسرائيلي، لم تُخفِ قلق العديد من الأطراف العربية من أن تكون الهدنة الحالية في غزة مجرد غطاء لإعادة ترتيب التحالفات الإقليمية في الشرق الأوسط، في وقت تبقى فيه معاناة الشعب الفلسطيني مستمرة وتزداد حدة.

من جانبه، تحدث نتنياهو عن “فرصة لإعادة صياغة التفاهمات الأمنية”، في إشارة محتملة إلى تطلعات إسرائيلية لتوسيع نطاق التعاون الإقليمي. لكنه عاد وأكد على “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، وهو ما يثير المخاوف من احتمال العودة إلى التصعيد العسكري في أي لحظة، ويضع علامات استفهام حول ديمومة أي اتفاقات.

توقعات ما بعد الهدنة: تطبيع أم استمرار للجمود؟

تشير تحليلات غربية إلى أن الهدنة في غزة قد تمهّد الطريق أمام توسيع اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل وبعض الدول العربية، وذلك بدعم أميركي. إلا أن غياب ضمانات واضحة لوقف الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، و استمرار حصار غزة، يجعل هذه التقديرات محل شك كبير، ويزيد من صعوبة قبول أي خطوات تطبيعية من قبل الشعوب العربية.

إن أي محاولات لإعادة رسم خريطة التحالفات الإقليمية دون معالجة جذرية للقضية الفلسطينية ستبقى منقوصة ومهددة بالانهيار، في ظل الغضب الشعبي المتزايد والتمسك بالحقوق المشروعة.

من منظور كويتي وعربي: البوصلة نحو القضية الفلسطينية

من منظور كويتي، تبقى القضية الفلسطينية محوراً ثابتاً لا يتزعزع في السياسة الخارجية. تؤكد دولة الكويت دوماً أن أي ترتيبات إقليمية، سواء كانت أمنية أو اقتصادية، لا يمكن أن تكون مجدية أو عادلة ما لم تستند إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية. هذا الحل يجب أن يقوم على إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

وعليه، فإن لقاء فانس ونتنياهو، على الرغم من زخمه الإعلامي والدبلوماسي، يظل بعيداً عن تلبية طموحات الشعوب العربية، ويعكس في الوقت ذاته الحاجة الماسة إلى دور عربي فاعل وموحد يعيد البوصلة بقوة نحو الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، لضمان استقرار حقيقي ودائم للمنطقة.

الاكثر قراءة

اشترك معنا

برعايـــة

حقوق النشر محفوظة لـ أخبار الكويت © 2025
تم تصميمه و تطويره بواسطة

www.enogeek.com